..... أحياء عند ربهم 💜
يستيقظ صباحا ليجد نفسة في مكان عمله ، دائما ما ينسى أنه حي و له نفس و عائلة تنتظره في كل مساء حتى أصبحت الدموع هي من تأتي و لا يأتي ،
يخرج من مكتبه صباحا و كان قد ذاق النوم لساعتين منذ ٧٥ ساعة عمل متواصل ، ينظر بعينه فيجد كل من في معسكر العمليات الخاصة لقوات الامن بالقاهرة كخلية نحل، فكل رجل مشغول بمهامه و دوره الذي يجده مهما في الخطة ، ولا أحد يكاد يراه في ظل انشغال البعض ، فيحرك قدماه و لا يكاد يشعر بهما ، حتى يجد نفسه على باب المنزل و يطرق الباب بلا مجيب ، فيفتح الباب ليجد زوجته في صالة الاستقبال و دموعها لم تجف منذ ليلة أمس ، دموع الانتظار ، الانتظار الطويل الذي لن ينتهي ، فهو يعلم إنه لن يعود ، و إذا بولدة يخرج من غرفته مرتديا ملابس المدرسة وليقول لأمه قد اتى أتوبيس المدرسة ، فسادعه يذهب حتى نذهب سويا اليوم للمدرسة ، فهذا اليوم لن يتكرر في حياتي ، أبي معانا اليوم يا أمي ، و ساعود بعد اليوم الدراسي مباشرة ، يالها من كلمات ساحرة ، و لم يلتفت إليه ولده كمان كان حال الام ، من الواضح أن بقلوبهم ألم لغيابه الذي دام حتى غاب وجوده عنهم ، و اكتملة تفاصيل الحياة بدونه ، فقد اكتملة حياته بدونهم أيضا ، و بقية روحه في المكان اللذي افناها فيه ، في معسكر العمليات الخاصة ، أدرك الرجل نسيانه المتعمد لكي يشعر بما لم يشعر في حياته ، فاصبح الان يحب حالة إنه ذاهب إلى البيت ليرى زوجته و ولده الوحيد ، و لكن بطبيعة الحال كان متأخرا ، لم يعد كما كان من قبل ، فهو يراهم و هم لا يروه ، يسمعهم و يشعر بانينهم لفراقه و هم لا يشعرون بوجودة لإنه غير موجود ، غريب أمر تلك الروح الحية ، فهي حية عند ربها يرزقها..
فيذهب الولد و أمه للمدرسة و قد تغير إسمها ليكون على إسم والده الشهيد احمد عز الدين الوحش ، قائد قوات العمليات الخاصة بقوات الأمن ، الذي نال الشهادة في يناير٢٠١٩.
Thursday, October 17, 2019
Thursday, August 8, 2019
بالقرب منك
بالقرب منك أنا مفقود ، ها أنا لا أرى برا في وسط المحيط ، فكلما اقتربت منك في ظلام الليل الدامس ، اشعر و كأن الهواء يفرغ من حولي ، و تبقى أنفاسك استنشقها ، هي ما تبفيني على قيد الحياة ، تملكني و تتمكن مني و أنا غارق في محيطك ، إنه خطأي فقد نسيت ، أنا من اقتربت من دوامات المشاعر تلك ، حتى أصبحت في وسطها عندما انهارت قواي و ذهب عقلي ، و كيف لي أن اذكر بما اشعر في ظلام محيطك الدامس بدون عقل ، فقد انفرد هوى نفسي بجسدي ، و لم أدرك حالي إلا و أنا و وسط الدوامة الكبري ، انتهى وقت التفكير و السوآل ، و بقى سؤالا واحدا ، هل ما تملكين جمالا ؟! ، يظل سؤالا بلا إجابة ، فأنا وحدي مفقود في وسط الدوامة الكبرى في محيطك ، و آنتي من تعطيني الحياة .
آنتي أنا
انتي انا ...
صدقيهم لما يقولولك اني بكذب يوم ماقولت اني بحبك ، معذورين اصلهم مشافوش غير الحب اللي بين اتنين ، اصل حبي ليكي ملا قلبي و بعده صدري و نور عينيا و دمي و عقلي، لما فاض و شوفته حي قدام عنيه قولت ايه ؟ انت ايه تكون يا حب ، انت اعمى و ملكش قلب !؟ ، شكلك مش عارف قيمتها ، ولا انت حاسس اد ايه الدنيا انقلبت ساعتها ، ساعت ما اتولدت و نورت الحنين ، يومها شافوا في عنيها حب السنين ، و هي لِسَّه يدوب ، لِسَّه في لفتها ، يومها انت على الارض مخزونك خلص ؟ ، أمها قالت ساعتها و أكدت ، و هي تكبر و والدنيا تصغر والحب خلاص مبقاش قيمتها ، عاوزني اعرف انك انت من ساعتها مبقيتش هنا ! ، عاوزني اجي النهارده أقول بحبها ! ، طبعاً بكذب و لِسَّه هكذب طول ماهي نفسي اللي انا حي بسببها ، والحب كان كله في عنيها يوم ميلادها ، و من ساعتها و انا مش قادر أوصف قيمتها ... اعمل ايه حد ينصحني او يدل او يذل قلبي و هي تعرف مش مهم ، المهم اقولها ..... لِسَّه مش عارف اقولها !!! ... انها انا
صدقيهم لما يقولولك اني بكذب يوم ماقولت اني بحبك ، معذورين اصلهم مشافوش غير الحب اللي بين اتنين ، اصل حبي ليكي ملا قلبي و بعده صدري و نور عينيا و دمي و عقلي، لما فاض و شوفته حي قدام عنيه قولت ايه ؟ انت ايه تكون يا حب ، انت اعمى و ملكش قلب !؟ ، شكلك مش عارف قيمتها ، ولا انت حاسس اد ايه الدنيا انقلبت ساعتها ، ساعت ما اتولدت و نورت الحنين ، يومها شافوا في عنيها حب السنين ، و هي لِسَّه يدوب ، لِسَّه في لفتها ، يومها انت على الارض مخزونك خلص ؟ ، أمها قالت ساعتها و أكدت ، و هي تكبر و والدنيا تصغر والحب خلاص مبقاش قيمتها ، عاوزني اعرف انك انت من ساعتها مبقيتش هنا ! ، عاوزني اجي النهارده أقول بحبها ! ، طبعاً بكذب و لِسَّه هكذب طول ماهي نفسي اللي انا حي بسببها ، والحب كان كله في عنيها يوم ميلادها ، و من ساعتها و انا مش قادر أوصف قيمتها ... اعمل ايه حد ينصحني او يدل او يذل قلبي و هي تعرف مش مهم ، المهم اقولها ..... لِسَّه مش عارف اقولها !!! ... انها انا
ضد الطبيعة... الفصل الثاني.... السيدة زوجة
ضد الطبيعة
الفصل الثاني
السيدة زوجة
دكتور ياقوت واقف في غرفة عمرو في المستشفى ، عمرو حس بوجود ياقوت فصحي و اول ما فتح عنيه مَثِّل كأنه كان نايم .
- عمرو : ياقوت ..
- ياقوت قام من على الكرسي ، كان باين انه مش عاوز يفتح كلام في حالة عمرو دلوقتي و قال : عمرو متتعبيش نفسك انا كنت ماشي ..
- عمرو فهم بسرعة ان ياقوت عاوز يهرب : أستنى يا ياقوت انا عايزك ، انا مش نايم ، انا ما بنمش يا ياقوت و انت عارف .. قولي الاول اخبار زمايلي ايه و المطار .. طمني ..
- ياقوت : اتطمن كلهم بخير ، و المطار بخير ..
- عمرو : حجم الخساير ؟! ..
- ياقوت بعلامات الأسى : ١٣ ميج ، و في ٣ طيارين ..
- عمرو بيسأل و كله خوف على كل زمايلة : مين ؟! ..
- ياقوت : مينا تاوادروس ، و حسين امين و عاطف السادات .. انا مش عاوزك تفكر غير في نفسك يا عمرو دلوقتي ..
- عمرو : انا مالى منا بخير اهه ، ازاي مسألش على زمايلي .. جسامينهم سليمة ؟! ..
- ياقوت : ايوه الحمد لله و صلينا عليهم النهاردة الصبح ..
- عمرو : حد وصل من عندي ؟ ..
- ياقوت : سمر و عم مالك و عم حمدي هنا برا ، و قبل ما تسأل .. هم عرفوا حالتك بالتفصيل و كلهم بيتمنوا سلامتك بس ..
- عمرو : سمر يا ياقوت هتتظلم معايا ، مقدرش اجني عليها و على حياتها ..
- ياقوت : عمرو انت مش ملاحظ انك ضحيت عشانها و عشان بلدك ، ولا انت مش عارف اد ايه هي بتحبك .. بلاش كلام خايب ..
- عمرو : انا هقدر أطير تاني ؟؟ ..
-
- ياقوت : اللواء عسكر جايلك النهردة هيطمنك على النقطة دي بنفسه .
في اللحظة دي خبطتين على باب الغرفة ويدخل اللواء عسكر معاه التمريض و دكتور محيي ، دكتور محيي مناسب اللواء عسكر في بنته و هو اللي متابع حالة عمرو بنفسه ..
ياقوت بيقوم يقف انتباه و عمرو بيحاول يقوم من على السرير في داخلة اللواء عسكر
- اللواء عسكر بسؤال فيه خفة و تشجيع : ارتاح يا ياقوت احنا مش في المطار ، .. مبروك عليك رجوع سينا يا عمرو ، اللي زييك هم اللي رجعوها و معاها كرامتنا اودام الدنيا كلها .. محيي طمني ، انت هتخرج بكرة ، يلا شد حيلك مراتك مستنياك ..
- عمرو بحماس : تمام سيادتك يا فاندم ، علم و ينفذ .. و عين عمرو تدمع و معاها اللواء عسكر يحضن عمرو ..
- اللواء عسكر : انا سوِّتلك إصابة حرب .. و طلب نقلك للطيران المدني اتمضي في الوزارة و معاه تذكية الفرق احمد إسماعيل بنفسه .. مكانك مستنيك يا بطل ..
و يخرج عمرو من محنته و جوازه من سمر يتم و يعيشوا مع بعض بكل حب .. و في يوم سمر طلبت من عمرو انها تشتغل عشان تشغل وقتها بحكم انها أوقات كتيرة بتبقى لوحدها و خاصةً ان عمرو بيسافر رحلات كتير و كلها طويلة و كان اكفاء طيار في مصر للطيران و ساهم في تطويرها كتير .. دا طبعاً كان متوقع بسبب خبرته في الطيران الحربي ..
و في اخر رحلة ليه قبل ما يمسك منصب وكيل وزارة الطيران المدني ، كان السبب في انقاظ رحلة ٣٤٦ مصر للطيران من فرانكفورت ، حصل عطل في المحركين بالتوالي و حسن تصرفه بتفريغ الكيروسين و نزوله بالطيارة شراعي في المياه عند جزيرة مالطا ، مع در الفعل القياسي من القوات البحرية ، طقم الطيارة و الركاب كلهم نزلوا سلام، و مصر للطياران فرغت محتويات الصندوقين الأسود ، قاضة الشركة المصنعة اير باس و اخدت تعويض و طيارة جديدة من أحدث طياراتهم ..
كان الفضل في الواقعة حسن تصرف عمرو ، بعدها على طول اخد وكيل وزارة و استقر في مصر ..
مع استقرار عمرو في البيت اكثر كان سهل عليه يحس بسمر و بعزابها بسبب احتياجها انها تكون ام ، و طلبت من عمرو انهم يتبنوا طفل ، عمرو رفض و قال ممكن نكفل طفل أفضل من التبني ، و سمر فرحة و كفلوا طفل ولد يتيم الأب ، و امه كانت عايشة ، كان الولد بيروح من مدرسته على سمر في البيت ، و كانت بتأكله و تزاكرله و تهتم بيه زي ابنها بالظبط ، خاصةً انه في ٣ ابتدائي ، فا مكانش صعب عليها انها تذاكرها و مكانش في كسوف منه لصغر سنه كمان ، كانوا عمرو و سمر بيهتموا بالولد و كأنه ابنهم ، بيسدوا كل الالتزامات اللي في حياة الولد المادية و المعنوية ، و ام الولد كانت فرحانة جداً بحياة ابنها ، لحد ما اتجوزت و طلبت ابنها ويرجعلها و يستقر معاها في بيتها بعد جوازها .
طبعاً عمرو كا رجل متفهم ان الولد كان وجوده مؤقت بس سمر نسية نفسها و حبت الولد من قلبها كأنه ابنها فعلاً ، لدرجة انها تجاوزت و طلبة من ام الولد انها تسيبهولها ، و طبعاً ام الولد رفضت ، ... عمرو حاول يمتص حالة سمر و يساعدها عشان تعدي حزنها لكن في لحظة تسليم الولد لأمه ، سمر حست انها محتاجة لطفل بقوة ، حتى لو على حساب حبها و حياتها مع عمرو ..
كان يوم تسليم الولد لأمه صعب جداً على سمر ، تقريباً كانت منهارة و كانت نظرات اللوم في عنيها لعمرو مستمرة ، كانت محمله خطأ الجواز و حرمانها من احساس الأمومة لعمرو ، و وصلت انها واجهته بكلام جارح انتهى بانها اخدت قرار بالانفصال عن عمرو .
عمرو كان مزهول بس كان متوقع اليوم ده ، سمرو سابت البيت و سابت عمرو وحيد ، كان عمرو بيلوم نفسه اكتر من لومها ليه ، لكن انفصالهم مطولش ، ٣ ايام بالظبط ، و سمر رجعت البيت و اترمت في حضن عمرو و قالتله انها مقدرتش على كسرة قلبه و قلبها .. و اخدت قرار بالاستمرار مع عمرو و تنازلت عن امومتها في سبيل حبها لعمرو اللي كان أقوى من احساس احتاجها للأمومة ..
فضل عمرو و سمر مع بعض لحاد ما كبروا و عجزوا و لحاد ما عمرو توفاه الله و بعده سمر في نفس الشهر و اتدفنوا في نفس المكان تبقاً لوصيتهم هما الاتنين ...
شكراً ... الى اللقاء في الحالة القادمة
الفصل الثاني
السيدة زوجة
دكتور ياقوت واقف في غرفة عمرو في المستشفى ، عمرو حس بوجود ياقوت فصحي و اول ما فتح عنيه مَثِّل كأنه كان نايم .
- عمرو : ياقوت ..
- ياقوت قام من على الكرسي ، كان باين انه مش عاوز يفتح كلام في حالة عمرو دلوقتي و قال : عمرو متتعبيش نفسك انا كنت ماشي ..
- عمرو فهم بسرعة ان ياقوت عاوز يهرب : أستنى يا ياقوت انا عايزك ، انا مش نايم ، انا ما بنمش يا ياقوت و انت عارف .. قولي الاول اخبار زمايلي ايه و المطار .. طمني ..
- ياقوت : اتطمن كلهم بخير ، و المطار بخير ..
- عمرو : حجم الخساير ؟! ..
- ياقوت بعلامات الأسى : ١٣ ميج ، و في ٣ طيارين ..
- عمرو بيسأل و كله خوف على كل زمايلة : مين ؟! ..
- ياقوت : مينا تاوادروس ، و حسين امين و عاطف السادات .. انا مش عاوزك تفكر غير في نفسك يا عمرو دلوقتي ..
- عمرو : انا مالى منا بخير اهه ، ازاي مسألش على زمايلي .. جسامينهم سليمة ؟! ..
- ياقوت : ايوه الحمد لله و صلينا عليهم النهاردة الصبح ..
- عمرو : حد وصل من عندي ؟ ..
- ياقوت : سمر و عم مالك و عم حمدي هنا برا ، و قبل ما تسأل .. هم عرفوا حالتك بالتفصيل و كلهم بيتمنوا سلامتك بس ..
- عمرو : سمر يا ياقوت هتتظلم معايا ، مقدرش اجني عليها و على حياتها ..
- ياقوت : عمرو انت مش ملاحظ انك ضحيت عشانها و عشان بلدك ، ولا انت مش عارف اد ايه هي بتحبك .. بلاش كلام خايب ..
- عمرو : انا هقدر أطير تاني ؟؟ ..
-
- ياقوت : اللواء عسكر جايلك النهردة هيطمنك على النقطة دي بنفسه .
في اللحظة دي خبطتين على باب الغرفة ويدخل اللواء عسكر معاه التمريض و دكتور محيي ، دكتور محيي مناسب اللواء عسكر في بنته و هو اللي متابع حالة عمرو بنفسه ..
ياقوت بيقوم يقف انتباه و عمرو بيحاول يقوم من على السرير في داخلة اللواء عسكر
- اللواء عسكر بسؤال فيه خفة و تشجيع : ارتاح يا ياقوت احنا مش في المطار ، .. مبروك عليك رجوع سينا يا عمرو ، اللي زييك هم اللي رجعوها و معاها كرامتنا اودام الدنيا كلها .. محيي طمني ، انت هتخرج بكرة ، يلا شد حيلك مراتك مستنياك ..
- عمرو بحماس : تمام سيادتك يا فاندم ، علم و ينفذ .. و عين عمرو تدمع و معاها اللواء عسكر يحضن عمرو ..
- اللواء عسكر : انا سوِّتلك إصابة حرب .. و طلب نقلك للطيران المدني اتمضي في الوزارة و معاه تذكية الفرق احمد إسماعيل بنفسه .. مكانك مستنيك يا بطل ..
و يخرج عمرو من محنته و جوازه من سمر يتم و يعيشوا مع بعض بكل حب .. و في يوم سمر طلبت من عمرو انها تشتغل عشان تشغل وقتها بحكم انها أوقات كتيرة بتبقى لوحدها و خاصةً ان عمرو بيسافر رحلات كتير و كلها طويلة و كان اكفاء طيار في مصر للطيران و ساهم في تطويرها كتير .. دا طبعاً كان متوقع بسبب خبرته في الطيران الحربي ..
و في اخر رحلة ليه قبل ما يمسك منصب وكيل وزارة الطيران المدني ، كان السبب في انقاظ رحلة ٣٤٦ مصر للطيران من فرانكفورت ، حصل عطل في المحركين بالتوالي و حسن تصرفه بتفريغ الكيروسين و نزوله بالطيارة شراعي في المياه عند جزيرة مالطا ، مع در الفعل القياسي من القوات البحرية ، طقم الطيارة و الركاب كلهم نزلوا سلام، و مصر للطياران فرغت محتويات الصندوقين الأسود ، قاضة الشركة المصنعة اير باس و اخدت تعويض و طيارة جديدة من أحدث طياراتهم ..
كان الفضل في الواقعة حسن تصرف عمرو ، بعدها على طول اخد وكيل وزارة و استقر في مصر ..
مع استقرار عمرو في البيت اكثر كان سهل عليه يحس بسمر و بعزابها بسبب احتياجها انها تكون ام ، و طلبت من عمرو انهم يتبنوا طفل ، عمرو رفض و قال ممكن نكفل طفل أفضل من التبني ، و سمر فرحة و كفلوا طفل ولد يتيم الأب ، و امه كانت عايشة ، كان الولد بيروح من مدرسته على سمر في البيت ، و كانت بتأكله و تزاكرله و تهتم بيه زي ابنها بالظبط ، خاصةً انه في ٣ ابتدائي ، فا مكانش صعب عليها انها تذاكرها و مكانش في كسوف منه لصغر سنه كمان ، كانوا عمرو و سمر بيهتموا بالولد و كأنه ابنهم ، بيسدوا كل الالتزامات اللي في حياة الولد المادية و المعنوية ، و ام الولد كانت فرحانة جداً بحياة ابنها ، لحد ما اتجوزت و طلبت ابنها ويرجعلها و يستقر معاها في بيتها بعد جوازها .
طبعاً عمرو كا رجل متفهم ان الولد كان وجوده مؤقت بس سمر نسية نفسها و حبت الولد من قلبها كأنه ابنها فعلاً ، لدرجة انها تجاوزت و طلبة من ام الولد انها تسيبهولها ، و طبعاً ام الولد رفضت ، ... عمرو حاول يمتص حالة سمر و يساعدها عشان تعدي حزنها لكن في لحظة تسليم الولد لأمه ، سمر حست انها محتاجة لطفل بقوة ، حتى لو على حساب حبها و حياتها مع عمرو ..
كان يوم تسليم الولد لأمه صعب جداً على سمر ، تقريباً كانت منهارة و كانت نظرات اللوم في عنيها لعمرو مستمرة ، كانت محمله خطأ الجواز و حرمانها من احساس الأمومة لعمرو ، و وصلت انها واجهته بكلام جارح انتهى بانها اخدت قرار بالانفصال عن عمرو .
عمرو كان مزهول بس كان متوقع اليوم ده ، سمرو سابت البيت و سابت عمرو وحيد ، كان عمرو بيلوم نفسه اكتر من لومها ليه ، لكن انفصالهم مطولش ، ٣ ايام بالظبط ، و سمر رجعت البيت و اترمت في حضن عمرو و قالتله انها مقدرتش على كسرة قلبه و قلبها .. و اخدت قرار بالاستمرار مع عمرو و تنازلت عن امومتها في سبيل حبها لعمرو اللي كان أقوى من احساس احتاجها للأمومة ..
فضل عمرو و سمر مع بعض لحاد ما كبروا و عجزوا و لحاد ما عمرو توفاه الله و بعده سمر في نفس الشهر و اتدفنوا في نفس المكان تبقاً لوصيتهم هما الاتنين ...
شكراً ... الى اللقاء في الحالة القادمة
ضد الطبيعة... الفصل الأول.... السيدة أم
ضد الطبيعة
الفصل الاول
السيدة أم
ابداً .. ربنا سبحانه بيخلق الداء و معاه دواه ، و بيدي اللحاف على اد الغطاء (الغطاء المطلوب حسب البرد الموجود) ، و بييسر كل مخلوق لما قَدَّر الله له من وظيفة و مهام في دنياه ...
بعد كل التجارب اللي مر بيها ، كان فيها بيدور على حلمه ، و هدفه اللي عايش عشانه ، كان بيدور عليه في كل حاجة حواليه ، عمرو كان راجل من وهو صغير ، كل حاجة كان مسئول عنها طول حياته كان بيثبت فيها انه اد المسئولية ، وهو صبي كان بيتعامل بحب مع صحابه و مدرسته و بيته و الشارع ، كان عاطفي و بيحكم قلبه في كل حاجة ، كلها مواصفات حالمة جداً و الحقيقة صفات تدعوا للتأمل ، كان اللي يعرفه بسأل نفسه بعد اول مقابلة ،"جاي منين ده ولا لاقيتوه فين ، دا عايش برا الدنيا".
عمرو نازل الصبح رايح المدرسة و كان معاه ١٠ ساغ مصروفه ، المصروف ده يكفيه مواصلات و غدا لحد ما يرجع البيت ، وهو مستني الميكروباص لقا بنت جارته بتعيط ، من غير تفكير ،
- بيسألها مالك يا سمر ؟!
- ولا حاجة يا عمرو..
- فيه ايه بتعيطي ليه ؟!
- سمر بتمسح دموعها و بتحاول تداري و تعدي الموقف .. صدقني مفيش حاجة..
- عمرو مش بيحب يبقى سخيف و مُلِح في السؤال .. بس لما سمر خَلَّصِت كلامها و بعد ما مسحت دموعها ، عشان تبان قوية ، حطت عينها في عنيه ، مش واخدة بالها ان عنيها و خدودها لونهم متغير من العياط .. عمرو مقدرش يسكت ، بس هو زكي ، فاهم انه لازم يغير شكل السؤال ، و يفكر يخليه ازاي يبقى سؤال مؤثر ، عشان هو عارف انها اذا مرديتش المرادي مش هيسأل تاني .
- سمر عينيك باين فيها الزعل ، و انا مش هقدر أعدي و اعمل نفسي مش شايفك ، لا مبادئي و لا تربيتي هيسمحولي بكدة .. خليني أساعدك اذا سمحتي .
- سمر بتبصله و عنيها ملتها الدموع تاني ، "اصل كتاب العربي ضاع مني و مش عارفة أقول لماما عشان خايفة ..
- من غير تفكير عمرو بيعدي الشارع و دخل مكتبة عم حسن اللي في وش محطة الاوتوبيس ، من غير حتى ميقولها ولا يعرفها هو هيعمل ايه .. عمو حسن ازي حضرتك ،
- ازيك يا عمرو عامل ايه و ازي بابا ،
- تمام الحمد لله يا عمو ، ممكن يا عمو الاقي كتاب تانية بتاع العربي عند حضرتك
- تانية ايه يا عمرو انت مش في ابتدائية يابني
- اه يا عمو ، بس اصله مش ليا ..
- عم حسن حس انه بدأ يحرج عمرو فغير الموضوع على طول ،
- انا جيبتلك الكرة الارضيّة اللي كنت بتدور عليها يا عمرو ، عم حسن بيقوله كدة و هو يجيبله كتاب العربي اللي طلبه ..
- بجد يا عمو !!. طب هي بكام ،؟
- يا عمرو مافيش بين الخيرين حساب .. تدفعهم براحتك زي العادة ، كل يوم اخد منك قرش ، بعد شهرين تبقي خلصت ثمنها ،، و بيديله الكتاب .
- عمرو بيبص في ثمن الكتاب بيلاقيه ١٠ ساغ ، طلع الفلوس اللي معاه و بيديها لعم حسن .. اتفضل يا عمو ، و نسي يشكر عم حسن على عرضة الهائل عشان تقسيط ثمن الكرة الارضيّة
- عم حسن بيقوله ، يا عمرو خد الكتاب و ادفع بعدين
- لا يا عمو ماهم موجودين اهم ، اقسطهم ليه بقا .. اتفضل يا عمو و الف شكر ..
- ماشي يا عمرو متشكرين ، اتفضل يلا عشان ماتتأخرش
- شكراً يا عمو
عمرو عدى الشارع تاني و راح لسمر ...
- اتفضلي ..
- سمر بفرحة البنت اللي لاقت فارس احلامها بتاخد الكتاب و تقوله .. متشكرة اوى يا عمرو ، بس انت كدة اكيد صرفت كل اللي معاك ،
- عمرو ؛ ابداً انا معايا فلوس متقلقيش ، هطلع اجيب و هاجي ،
- سمر ؛ طب يلا هنتاخر الميكروباص جه ،
- عمرو ؛ لا لا اتفضلي انتي و انا هحصلك ،
- سمر ؛ عمرو ، اذا مركبتش مش هاخد الكتاب ، و بكرة ابقي ادفعلي انت يا سيدي
- عمرو بيقبل و يركبوا مع بعض و يوصلوا المدرسة و يعدي اليوم....
بينتهي الموقف اللي بيبتدي معاه الحب النقي النادر ، الحب اللي كان عمرو بيسهر و بتعب عشان يحقق فيه حلمه ، و بيستمر ليوم تخرجهم و بيستمر ليوم ما عمرو بيقرر يرتبط
و بيطلب من باباه يخطبله سمر بنت عمو مالك اللي في الدور التالت ..
ام عمرو معترضة ، بس يابني دي فلسطينية مش مصرية ، ابو عمرو بيرد ،
- و مالها الفلسطينية بس يا سامية ،
- يا حمدي الولاد و الجنسية و أهلها هناك و احنا هنا ، عمرو هيتبهدل
- يا سامية عمرو اختار خلاص و هو طول عمره راجل و اد اختياراته ، و البنت لا غبار عليها و اهلها ناس زي الفل
- عمرو؛ باركي يا ماما و ادعيلى عشان انا مش هاخد خطوة واحدة من غير رضاكي
- سامية بكل حب بتدعي لعمرو و حمدي بيبص لابنه بكل فخر بعد الكلمتين اللي قالهم لامه
و بتعدي الايام و عمرو و سمر بيجمعهم بيت اللي حلموا بيه طول عمرهم ..
بعد الجواز بأسبوع حسن بيجيله استدعاء مباشر على الوحدة بتاعته من غير اي سبب معروف ، هو كان من الطيارين المعدودين اللي اتدربوا على ادين العميد طيار مقاتل احمد عسكر ، العميد احمد عسكر في ٦٧ بعد ما ممرات مطار طريق السويس اتضربت ،اصر انه يطلع بطائرته و مرتحش الا لما جاب طيارة فانتوم الارض و نزل في نفس المطار بالطائرة الميج سليمة .. كان تصرف بطولي يستحق الاشادة.
عمرو بينفذ الاستدعاء من غير تفكير و عنيه كلها حماس ، و هو خارج سمر مباقيتش عارفة تزعل عشان جوزها هيسيبها بعد جوازهم ب٦ ايام و لا تفرح لفرحته و الحماس اللامع اللي مالي عنيه .. و هو ماشي حضنها و باس راسها و قالها .
- انتي غالية عندي اوي يا سمر ، ... مصر غالية عندي قوي
- سمر ؛ و انت غالي عندي و عند مصر كلها يا عمرو .. و ابتسامتها ماليه عنيها و قلبها
و هو خارج من باب البيت حسِّت بروحها بتتاخد منها و دموعها غلبتها و غلبت ابتسامتها و جريت عليه و اترمت في حضنه
- ارجعلي يا عمرو ، انا محتجالك ،
- عمرو حضنها و كأنه بيحضنها لأول مرة ، كان حاسس انها بنته مش مراته ، هرجعلك بجناح طيارة اسرائيلي يا سمر .. انا معمريش كذبت عليكي
ساعتها سمر هديت و دعيتله ،
يوصل عمرو مطار المنصورة الحربي يوم ٥ اكتوبر ١٩٧٣ ، و بيطبق طلعة بسكرامبل ٣ دقايق ، و كانت اول مرة يتطلب منه كدة ، تاني يوم الفجر يوصل دعم ميج من ليبيا و تتحرك اغلب الطيارات الفانتوم تروح ليبيا مكان الميج ..
تقوم الحرب يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ ، و دورة كان سهل طول ال٨ ايام الأولى من الحرب و لحد يوم ١٤ اكتوبر ، يتفاجيء الدفاع الجوي بطائرات اف١٦ و فانتوم اسرائيلي بإعداد هائلة فوق المنصورة ، جاية من شمال الدلتا و عرفوا انها طارت على ارتفاع منخفض برا الساحل المصري و الرادارات مجايتهاش الا لما لقاوهم فوق دماغهم ... سكرامبل تلت دقايق و كان عمرو و زمايلة في الجو بيقاتلوا و كل ١٠ دقايق الأسراب تتغير عشان تانكات الميج متتحملش الوقت مع مود القتال ، عمرو دخل المعركة من اولها و لمدة ٤٧ دقيقة و طلع فيهم خمس مرات في كل مرة كان بيجيب طيارتين و تلاتة اسرائيليين و لحد اخر طلعة و الطياران الاسرائيلي بيهرب اودام القوات الجوية و الدفاع الجوي المصري ، عمرو ساعتها كان حاسس انهم بيهربوا منه لوحدة ، اخر ٧ دقايق طيران طيارته اتصالة بطلقة ١٦ ملي في جنب الكابينة الشمال و اصابته في جنبه ، و هو بينزف اصر انه ينزل بالطائرة سليمة ، و جواه بيقول ، اللواء عسكر لازم يفرح بيه و هو نازل من طيارته في المطار بعد النصر ده. حصل بس عمرو اول ما نزل بالطائرة و الطيارة وقفت فقد وعيه ، نزف دم كتير و زمايله خدوه على الاوشلاء و في المستشفى الميداني دكتور ياقوت بيقول للواء عسكر ،
- مش هيقدر يتنقل من هنا من غير ما أسعفه ، لازم ننقله دم ،
ساعتها كل زمايله بما فيهم اللواء عسكر اتبرعوله بالدم المناسب و دكتور ياقوت عالج مكان الجرح نتيجة الطلقة و حالته استقرت ، و انتقل بعدها بطيارة سي١٣٠ لمطار الماظة و منه على المستشفى الجوي في العباسية ، و هناك دخل عمليات و خرج منها سليم الحياه ، بس خرج باعاقة تمنعه من الخِلفة ...
دكتور ياقوت مر عليه في المستشفى بعد يومين من العملية و سأل على حالته و هو كان متوقع الرد ، و عرف ان عمرو طلب من طقم العلاج انهم مايتصلوش بحد من اهله لحد ما يقوم يقف على رجله ، بس د. ياقوت كان عارف عمرو كويس ، كانوا زمايل اوشلاء و عشرة و عيش و ملح و حرب و دم ، ياقوت كان عارف ان عمرو مش عاوز يعرف اهله بحالته لحد ما يفكر و ياخد قرار ، إصابته بالعقم كانت صعبة على نفسه جداً و ده كان سببه حبه لمراته و احلامه معاها و أحلامها معاه و اللي كان جزء كبير منها انهم يجيبوا أطفال و يكونه عيلة ...
............ الى اللقاء في الفصل الثاني
الفصل الاول
السيدة أم
ابداً .. ربنا سبحانه بيخلق الداء و معاه دواه ، و بيدي اللحاف على اد الغطاء (الغطاء المطلوب حسب البرد الموجود) ، و بييسر كل مخلوق لما قَدَّر الله له من وظيفة و مهام في دنياه ...
بعد كل التجارب اللي مر بيها ، كان فيها بيدور على حلمه ، و هدفه اللي عايش عشانه ، كان بيدور عليه في كل حاجة حواليه ، عمرو كان راجل من وهو صغير ، كل حاجة كان مسئول عنها طول حياته كان بيثبت فيها انه اد المسئولية ، وهو صبي كان بيتعامل بحب مع صحابه و مدرسته و بيته و الشارع ، كان عاطفي و بيحكم قلبه في كل حاجة ، كلها مواصفات حالمة جداً و الحقيقة صفات تدعوا للتأمل ، كان اللي يعرفه بسأل نفسه بعد اول مقابلة ،"جاي منين ده ولا لاقيتوه فين ، دا عايش برا الدنيا".
عمرو نازل الصبح رايح المدرسة و كان معاه ١٠ ساغ مصروفه ، المصروف ده يكفيه مواصلات و غدا لحد ما يرجع البيت ، وهو مستني الميكروباص لقا بنت جارته بتعيط ، من غير تفكير ،
- بيسألها مالك يا سمر ؟!
- ولا حاجة يا عمرو..
- فيه ايه بتعيطي ليه ؟!
- سمر بتمسح دموعها و بتحاول تداري و تعدي الموقف .. صدقني مفيش حاجة..
- عمرو مش بيحب يبقى سخيف و مُلِح في السؤال .. بس لما سمر خَلَّصِت كلامها و بعد ما مسحت دموعها ، عشان تبان قوية ، حطت عينها في عنيه ، مش واخدة بالها ان عنيها و خدودها لونهم متغير من العياط .. عمرو مقدرش يسكت ، بس هو زكي ، فاهم انه لازم يغير شكل السؤال ، و يفكر يخليه ازاي يبقى سؤال مؤثر ، عشان هو عارف انها اذا مرديتش المرادي مش هيسأل تاني .
- سمر عينيك باين فيها الزعل ، و انا مش هقدر أعدي و اعمل نفسي مش شايفك ، لا مبادئي و لا تربيتي هيسمحولي بكدة .. خليني أساعدك اذا سمحتي .
- سمر بتبصله و عنيها ملتها الدموع تاني ، "اصل كتاب العربي ضاع مني و مش عارفة أقول لماما عشان خايفة ..
- من غير تفكير عمرو بيعدي الشارع و دخل مكتبة عم حسن اللي في وش محطة الاوتوبيس ، من غير حتى ميقولها ولا يعرفها هو هيعمل ايه .. عمو حسن ازي حضرتك ،
- ازيك يا عمرو عامل ايه و ازي بابا ،
- تمام الحمد لله يا عمو ، ممكن يا عمو الاقي كتاب تانية بتاع العربي عند حضرتك
- تانية ايه يا عمرو انت مش في ابتدائية يابني
- اه يا عمو ، بس اصله مش ليا ..
- عم حسن حس انه بدأ يحرج عمرو فغير الموضوع على طول ،
- انا جيبتلك الكرة الارضيّة اللي كنت بتدور عليها يا عمرو ، عم حسن بيقوله كدة و هو يجيبله كتاب العربي اللي طلبه ..
- بجد يا عمو !!. طب هي بكام ،؟
- يا عمرو مافيش بين الخيرين حساب .. تدفعهم براحتك زي العادة ، كل يوم اخد منك قرش ، بعد شهرين تبقي خلصت ثمنها ،، و بيديله الكتاب .
- عمرو بيبص في ثمن الكتاب بيلاقيه ١٠ ساغ ، طلع الفلوس اللي معاه و بيديها لعم حسن .. اتفضل يا عمو ، و نسي يشكر عم حسن على عرضة الهائل عشان تقسيط ثمن الكرة الارضيّة
- عم حسن بيقوله ، يا عمرو خد الكتاب و ادفع بعدين
- لا يا عمو ماهم موجودين اهم ، اقسطهم ليه بقا .. اتفضل يا عمو و الف شكر ..
- ماشي يا عمرو متشكرين ، اتفضل يلا عشان ماتتأخرش
- شكراً يا عمو
عمرو عدى الشارع تاني و راح لسمر ...
- اتفضلي ..
- سمر بفرحة البنت اللي لاقت فارس احلامها بتاخد الكتاب و تقوله .. متشكرة اوى يا عمرو ، بس انت كدة اكيد صرفت كل اللي معاك ،
- عمرو ؛ ابداً انا معايا فلوس متقلقيش ، هطلع اجيب و هاجي ،
- سمر ؛ طب يلا هنتاخر الميكروباص جه ،
- عمرو ؛ لا لا اتفضلي انتي و انا هحصلك ،
- سمر ؛ عمرو ، اذا مركبتش مش هاخد الكتاب ، و بكرة ابقي ادفعلي انت يا سيدي
- عمرو بيقبل و يركبوا مع بعض و يوصلوا المدرسة و يعدي اليوم....
بينتهي الموقف اللي بيبتدي معاه الحب النقي النادر ، الحب اللي كان عمرو بيسهر و بتعب عشان يحقق فيه حلمه ، و بيستمر ليوم تخرجهم و بيستمر ليوم ما عمرو بيقرر يرتبط
و بيطلب من باباه يخطبله سمر بنت عمو مالك اللي في الدور التالت ..
ام عمرو معترضة ، بس يابني دي فلسطينية مش مصرية ، ابو عمرو بيرد ،
- و مالها الفلسطينية بس يا سامية ،
- يا حمدي الولاد و الجنسية و أهلها هناك و احنا هنا ، عمرو هيتبهدل
- يا سامية عمرو اختار خلاص و هو طول عمره راجل و اد اختياراته ، و البنت لا غبار عليها و اهلها ناس زي الفل
- عمرو؛ باركي يا ماما و ادعيلى عشان انا مش هاخد خطوة واحدة من غير رضاكي
- سامية بكل حب بتدعي لعمرو و حمدي بيبص لابنه بكل فخر بعد الكلمتين اللي قالهم لامه
و بتعدي الايام و عمرو و سمر بيجمعهم بيت اللي حلموا بيه طول عمرهم ..
بعد الجواز بأسبوع حسن بيجيله استدعاء مباشر على الوحدة بتاعته من غير اي سبب معروف ، هو كان من الطيارين المعدودين اللي اتدربوا على ادين العميد طيار مقاتل احمد عسكر ، العميد احمد عسكر في ٦٧ بعد ما ممرات مطار طريق السويس اتضربت ،اصر انه يطلع بطائرته و مرتحش الا لما جاب طيارة فانتوم الارض و نزل في نفس المطار بالطائرة الميج سليمة .. كان تصرف بطولي يستحق الاشادة.
عمرو بينفذ الاستدعاء من غير تفكير و عنيه كلها حماس ، و هو خارج سمر مباقيتش عارفة تزعل عشان جوزها هيسيبها بعد جوازهم ب٦ ايام و لا تفرح لفرحته و الحماس اللامع اللي مالي عنيه .. و هو ماشي حضنها و باس راسها و قالها .
- انتي غالية عندي اوي يا سمر ، ... مصر غالية عندي قوي
- سمر ؛ و انت غالي عندي و عند مصر كلها يا عمرو .. و ابتسامتها ماليه عنيها و قلبها
و هو خارج من باب البيت حسِّت بروحها بتتاخد منها و دموعها غلبتها و غلبت ابتسامتها و جريت عليه و اترمت في حضنه
- ارجعلي يا عمرو ، انا محتجالك ،
- عمرو حضنها و كأنه بيحضنها لأول مرة ، كان حاسس انها بنته مش مراته ، هرجعلك بجناح طيارة اسرائيلي يا سمر .. انا معمريش كذبت عليكي
ساعتها سمر هديت و دعيتله ،
يوصل عمرو مطار المنصورة الحربي يوم ٥ اكتوبر ١٩٧٣ ، و بيطبق طلعة بسكرامبل ٣ دقايق ، و كانت اول مرة يتطلب منه كدة ، تاني يوم الفجر يوصل دعم ميج من ليبيا و تتحرك اغلب الطيارات الفانتوم تروح ليبيا مكان الميج ..
تقوم الحرب يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ ، و دورة كان سهل طول ال٨ ايام الأولى من الحرب و لحد يوم ١٤ اكتوبر ، يتفاجيء الدفاع الجوي بطائرات اف١٦ و فانتوم اسرائيلي بإعداد هائلة فوق المنصورة ، جاية من شمال الدلتا و عرفوا انها طارت على ارتفاع منخفض برا الساحل المصري و الرادارات مجايتهاش الا لما لقاوهم فوق دماغهم ... سكرامبل تلت دقايق و كان عمرو و زمايلة في الجو بيقاتلوا و كل ١٠ دقايق الأسراب تتغير عشان تانكات الميج متتحملش الوقت مع مود القتال ، عمرو دخل المعركة من اولها و لمدة ٤٧ دقيقة و طلع فيهم خمس مرات في كل مرة كان بيجيب طيارتين و تلاتة اسرائيليين و لحد اخر طلعة و الطياران الاسرائيلي بيهرب اودام القوات الجوية و الدفاع الجوي المصري ، عمرو ساعتها كان حاسس انهم بيهربوا منه لوحدة ، اخر ٧ دقايق طيران طيارته اتصالة بطلقة ١٦ ملي في جنب الكابينة الشمال و اصابته في جنبه ، و هو بينزف اصر انه ينزل بالطائرة سليمة ، و جواه بيقول ، اللواء عسكر لازم يفرح بيه و هو نازل من طيارته في المطار بعد النصر ده. حصل بس عمرو اول ما نزل بالطائرة و الطيارة وقفت فقد وعيه ، نزف دم كتير و زمايله خدوه على الاوشلاء و في المستشفى الميداني دكتور ياقوت بيقول للواء عسكر ،
- مش هيقدر يتنقل من هنا من غير ما أسعفه ، لازم ننقله دم ،
ساعتها كل زمايله بما فيهم اللواء عسكر اتبرعوله بالدم المناسب و دكتور ياقوت عالج مكان الجرح نتيجة الطلقة و حالته استقرت ، و انتقل بعدها بطيارة سي١٣٠ لمطار الماظة و منه على المستشفى الجوي في العباسية ، و هناك دخل عمليات و خرج منها سليم الحياه ، بس خرج باعاقة تمنعه من الخِلفة ...
دكتور ياقوت مر عليه في المستشفى بعد يومين من العملية و سأل على حالته و هو كان متوقع الرد ، و عرف ان عمرو طلب من طقم العلاج انهم مايتصلوش بحد من اهله لحد ما يقوم يقف على رجله ، بس د. ياقوت كان عارف عمرو كويس ، كانوا زمايل اوشلاء و عشرة و عيش و ملح و حرب و دم ، ياقوت كان عارف ان عمرو مش عاوز يعرف اهله بحالته لحد ما يفكر و ياخد قرار ، إصابته بالعقم كانت صعبة على نفسه جداً و ده كان سببه حبه لمراته و احلامه معاها و أحلامها معاه و اللي كان جزء كبير منها انهم يجيبوا أطفال و يكونه عيلة ...
............ الى اللقاء في الفصل الثاني
القرار ... الفصل الثالث.....بتخون نفسك ليه احيه
القرار ...... ايه ده ! .
الفصل الثالث
بتخون نفسك ليه احيه
السلام النفسي ده كانت سمة أساسية من سمات حسن فهد ، كان انسان متصالح جداً مع نفسه ، حب كذا بنت في مراحل حياته ، هو كان مؤمن بحبه في كل مرة ، حب في ابتدائي و في إعدادي و ثانوي و في الجامعة .
كل مرة كان حبة بياخد نفس الشكل ، مكانش بيتعلم من تجاربه و كان مُصِر على مباديء هو شايفها مناسبة ، هي في الحقيقة كانت جميلة و محترمة بس مباديء غير تطبيقية ، مفهوم النقاء ده كان ما بيفارقش تصرفاته ابداً ، و في كل تجاربه كان مُصِر على التصرف بالصفاء و النقاء النفسي و العقلي المعلوماتي ..
كل ده مكانش عامل لحسن اي ازمة طول فترة المدرسة ، او بمعنى ادق طول ما الحب ده محدود التطور و ملوش متطلبات ، إنما لما أتنقل مرحلة الجامعة ، كان اي قصة حب حسن هيدخلها ممكن تتطور و تكون ارتباط و جواز ، و متطلباتها الذهنية و المادية هتتطور هي كمان ، و لان حسن نفسه خبرته ما تتطورتش ، ادى الى انه اختار حبه في المرحلة دي بنفس الطريقة الوحيدة اللي هو عارفها اصلاً .
اختار واحدة ، من العيلة ، شافها ، عجبته ، أتكلم عليها ، لقا ترحيب ، قرر يخوض الحب ده بكل ما يملك من مشاعر و إخلاص و مجهود و إمكانيات ذهنية و كيانية و مادية ، اعتمد على اختيار المصدر انها من العيلة ، انه ده مدخله لتأمين الاختيار من الناحية الأخلاقية ، و زي كل مرة ، مشاعره بتتطور بسرعة الضوء و يوصل لمرحلة الشبق النفسي و الكياني في حبه ، و اعتبر ده ظاهرة صحية للحب الأبدي اللي كان بيدور عليه ..
كان بينفق كل ما يملك في المراحل الحياتية اللي مر بها اثناء الحب ده ، في سبيل إنجاح هذا الحب و تطورة لعلاقة و ارتباط و جواز ، حسن بدأ بدري الاتجاه ده ، حسن كان دايماً بيبدأ تجاربه بدري عن سنه ، لو تفتكروا ، حسن كان دايماً بيحب مجالسة الكبار و كلام الكبار ، فا كان بيعمل زي الكبار حتى في مراحل حياته .
فا كانت النتيجة انه ايام الجامعة كان بيذاكر عشان حبه ده ينجح و يتطور لارتباط و جواز ، و لما اتخرج كان بيشتغل ليل نهار عشان نفس الهدف ، و دور على فرصة سفر و سافر عشان نفس الهدف ، كل حياته و تفكيره وقف تماماً ، ركز بس ازاي يتمم الارتباط ده...
على الجانب الآخر ، جانب البنت الحبيبة ، حسن نسي يراجع اي حاجة عندها ، كان اعمى عن كل حاجة رغم وضوحها ، رغم صراحة البنت دي فانها عمرها مقالت او بينت لحسن انها بتحبه ، و عمرها مكانت مسئولة او حتى كانت المسئولية جزيء من تكوين شخصيتها ، كانت حياتها الخاصة مع أصحابها دايماً غامضة ، كانت مشاكلها في الناحية دي متخلصش .
رغم كل المشاكل الواضحة وضوح الشمس اللى بتبين فشل الحب ده من يوم ما ابتدي ، حسن اصر على اتمام الارتباط ، كان كل مشكلة ليها مبرر عنده ، مقالتليش بحبك (اصلها خجولة) ، غير مسؤولة (اصلها صغيرة) ، خصوصياتها مبهمة (لما تبقى في بيتي مفيش الكلام ده) ، ولا هو عارف ولا حد قاله ان كل المبررات دي هو في غنى عنها ، ببساطة ، شوف غيرها يا حسن ، لكنه مقدرش ولا كان عنده استعداد يشوف و لا يسمع اي شيء سلبي عن حبه ده ، لانه حبه وصل خلاص للشبق، و لانه كان اعمى و اصم بسبب حبه الكبير للبنت دي .
المفجئة ان مرة البنت دي صرحتله عن واحدة صحبتها انها في ولد خدعها و أفقدها عذريتها ، و طلبت من حسن النصيحة تعمل ايه ، حسن عشان كان عايش في دنيا تانية ، مفهمش الرسالة و نقد صاحبتها دي جداً ، عشان كدة البنت مكملتش الحكاية و مقالتلوش ان المشكلة دي عندها مش عند صاحبتها ...
و تمر الايام و يتم الجواز رغم المشاكل ، يتقفل عليهم البيت ٥ ايام و بعدها يتهد البيت و معاه حياة و قلب و كيان و حلم حسن ، و يتعب و ينهار و يموت من جواه الف مرة على زعله على حبه و حلمه لحد ما يشوف الحقيقة كلها بعنيه .
في المرحلة دي مين فيها المسئول. من غير مقدمات المسئول هو ... حسن و أهل حسن .
حسن عشان مبقاش صغير و مينفعش يضحك على نفسه و يخونها للدرجة دي ، بس أتعلم من التجربة دي اكيد .
أهل حسن مسئولين لانهم قفلوا على حسن لدرجة انه اصبح مغيب عن حقايق كتير كلها واضحة في الدنيا اللي عايش فيها ، و كمان معوضوش الغياب ده في مساعدته في الاختيار و تنويره ..
الى اللقاء في الفصل الرابع
الفصل الثالث
بتخون نفسك ليه احيه
السلام النفسي ده كانت سمة أساسية من سمات حسن فهد ، كان انسان متصالح جداً مع نفسه ، حب كذا بنت في مراحل حياته ، هو كان مؤمن بحبه في كل مرة ، حب في ابتدائي و في إعدادي و ثانوي و في الجامعة .
كل مرة كان حبة بياخد نفس الشكل ، مكانش بيتعلم من تجاربه و كان مُصِر على مباديء هو شايفها مناسبة ، هي في الحقيقة كانت جميلة و محترمة بس مباديء غير تطبيقية ، مفهوم النقاء ده كان ما بيفارقش تصرفاته ابداً ، و في كل تجاربه كان مُصِر على التصرف بالصفاء و النقاء النفسي و العقلي المعلوماتي ..
كل ده مكانش عامل لحسن اي ازمة طول فترة المدرسة ، او بمعنى ادق طول ما الحب ده محدود التطور و ملوش متطلبات ، إنما لما أتنقل مرحلة الجامعة ، كان اي قصة حب حسن هيدخلها ممكن تتطور و تكون ارتباط و جواز ، و متطلباتها الذهنية و المادية هتتطور هي كمان ، و لان حسن نفسه خبرته ما تتطورتش ، ادى الى انه اختار حبه في المرحلة دي بنفس الطريقة الوحيدة اللي هو عارفها اصلاً .
اختار واحدة ، من العيلة ، شافها ، عجبته ، أتكلم عليها ، لقا ترحيب ، قرر يخوض الحب ده بكل ما يملك من مشاعر و إخلاص و مجهود و إمكانيات ذهنية و كيانية و مادية ، اعتمد على اختيار المصدر انها من العيلة ، انه ده مدخله لتأمين الاختيار من الناحية الأخلاقية ، و زي كل مرة ، مشاعره بتتطور بسرعة الضوء و يوصل لمرحلة الشبق النفسي و الكياني في حبه ، و اعتبر ده ظاهرة صحية للحب الأبدي اللي كان بيدور عليه ..
كان بينفق كل ما يملك في المراحل الحياتية اللي مر بها اثناء الحب ده ، في سبيل إنجاح هذا الحب و تطورة لعلاقة و ارتباط و جواز ، حسن بدأ بدري الاتجاه ده ، حسن كان دايماً بيبدأ تجاربه بدري عن سنه ، لو تفتكروا ، حسن كان دايماً بيحب مجالسة الكبار و كلام الكبار ، فا كان بيعمل زي الكبار حتى في مراحل حياته .
فا كانت النتيجة انه ايام الجامعة كان بيذاكر عشان حبه ده ينجح و يتطور لارتباط و جواز ، و لما اتخرج كان بيشتغل ليل نهار عشان نفس الهدف ، و دور على فرصة سفر و سافر عشان نفس الهدف ، كل حياته و تفكيره وقف تماماً ، ركز بس ازاي يتمم الارتباط ده...
على الجانب الآخر ، جانب البنت الحبيبة ، حسن نسي يراجع اي حاجة عندها ، كان اعمى عن كل حاجة رغم وضوحها ، رغم صراحة البنت دي فانها عمرها مقالت او بينت لحسن انها بتحبه ، و عمرها مكانت مسئولة او حتى كانت المسئولية جزيء من تكوين شخصيتها ، كانت حياتها الخاصة مع أصحابها دايماً غامضة ، كانت مشاكلها في الناحية دي متخلصش .
رغم كل المشاكل الواضحة وضوح الشمس اللى بتبين فشل الحب ده من يوم ما ابتدي ، حسن اصر على اتمام الارتباط ، كان كل مشكلة ليها مبرر عنده ، مقالتليش بحبك (اصلها خجولة) ، غير مسؤولة (اصلها صغيرة) ، خصوصياتها مبهمة (لما تبقى في بيتي مفيش الكلام ده) ، ولا هو عارف ولا حد قاله ان كل المبررات دي هو في غنى عنها ، ببساطة ، شوف غيرها يا حسن ، لكنه مقدرش ولا كان عنده استعداد يشوف و لا يسمع اي شيء سلبي عن حبه ده ، لانه حبه وصل خلاص للشبق، و لانه كان اعمى و اصم بسبب حبه الكبير للبنت دي .
المفجئة ان مرة البنت دي صرحتله عن واحدة صحبتها انها في ولد خدعها و أفقدها عذريتها ، و طلبت من حسن النصيحة تعمل ايه ، حسن عشان كان عايش في دنيا تانية ، مفهمش الرسالة و نقد صاحبتها دي جداً ، عشان كدة البنت مكملتش الحكاية و مقالتلوش ان المشكلة دي عندها مش عند صاحبتها ...
و تمر الايام و يتم الجواز رغم المشاكل ، يتقفل عليهم البيت ٥ ايام و بعدها يتهد البيت و معاه حياة و قلب و كيان و حلم حسن ، و يتعب و ينهار و يموت من جواه الف مرة على زعله على حبه و حلمه لحد ما يشوف الحقيقة كلها بعنيه .
في المرحلة دي مين فيها المسئول. من غير مقدمات المسئول هو ... حسن و أهل حسن .
حسن عشان مبقاش صغير و مينفعش يضحك على نفسه و يخونها للدرجة دي ، بس أتعلم من التجربة دي اكيد .
أهل حسن مسئولين لانهم قفلوا على حسن لدرجة انه اصبح مغيب عن حقايق كتير كلها واضحة في الدنيا اللي عايش فيها ، و كمان معوضوش الغياب ده في مساعدته في الاختيار و تنويره ..
الى اللقاء في الفصل الرابع
القرار... ا الفصل الثاني..... الحياة داخل صندوق
القرار ..... ممم ايه ده!
الفصل الثاني
الحياة داخل صندوق
كان انسان حالم جداً ، أتولد ضعيف ، كانت مبادئه و أخلاقه تمنعه عن أذية حد ، او اللعب بمشاعر حد ، بس أتلعب بمشاعرة لحد ما فيوم قرر انه لازم يثور على نفسه ، قرر انه لازم يتغير ، بس كان تغير مثير جداً 😳 ، مكانش تغير عادي ... بس للاسف مش هتشوفوا التغيير في الفصل ده 🤪 .
دي قصة. حسن فهد ، قصة من واقعنا و حياتنا ، قصة عشناها و بنعيشها ، و تستأهل اننا نحكيها و نفضل نحكيها لحد ما نقوم نشوف اللي ورانا عادي 🤪 .
حسن طفل موهوب ، قتلت موهبته بدري اوي ، كل اللي اتعامل معاه كان بيحطله حدود لعقله ، ممنوع تعمل ، ممنوع تقول ، ممنوع تروح و تيجي ، لحد ما دخل جوه الصندوق ، صندوق فضل جواه لحد منسي انه بنيآدم ، البداية كانت في الأهل في البيت ، حدود في كل حاجة حتى الحركة و كمان النفس ، حدود في انه حتى يستحمى و يأكل و بشرب .
الغريب ان أهل حسن كانوا بيعاملوه بحب ، هم كانوا أملهم فيه كبير ، اكبر من سنه ، هم كانوا دايماً بينسوا موضوع سَنُّه ده ، و بسبب أمل أهل حسن الزيادة فيه ده ، كانوا بيعاملوه معامله مختلفة عن أخواته دايماً ، و هو كان شايف كل التفاصيل دي بالكامل ، شايفها تفصيلة تفصيلة بنفسه و قلبه ، و كان شايف انه هو بس اللي كدة غير أخواته ، لحد ما نفسه تعبت ، و كان قراره انه بقا بيدور هو على الصندوق اللي اتعامله عشان يرتاح فيه .
حتى في علاقاته في المدرسة ، كان مختلف عن كل زمايلة في كل حاجة ، هو لقى نفسه كان بيرتاح في علاقاته بالناس اللي سنها كبير ، لا مش الناس اللي اكبر منه .. الناس الكبار في سن باباه كدة . فا كانت علاقته بزمايلة علاقة خاصة ، كان طول الوقت بيكنلهم كل الحب ، و هم كانوا مخنوئين من الحب ده ، هم مش حاسسين بيه اصلاً ، هم كل اللي شايفينه واحد دايماً عايش برا دنياهم ، دايماً ردود افعاله غريبة و مختلفة ، دايماً بيديهم نصائح سَمِجَة ، دايماً بيتكلم لغة تانية غير اللغة اللي كانوا بيتكلموا بيها مع بعض ، مكانش حسن بيفهمهم و لا عارف يواكب حياتهم و لا هم كانوا بيفهموا حسن ولا عارفين يستوعبوه في وسطهم رغم المحاولات ..
........ ممم ايه ده !
تعالا نكرر القطعة اللي فاتت دي و نبدل كل مكان اتكتب اسم حسن بكلمت ..... {اهاليهم}
اهالي الولاد كانوا مختلفين عنهم في كل حاجة ، الولاد لقوا نفسهم كان بيرتاحوا في علاقاتهم بالناس اللي سنها صغير ، لا مش الناس اللي اصغر من أهاليهم .. الناس اللي في سنهم كدة . فا كانت علاقتهم باهاليهم علاقة خاصة ، اهاليهم كانوا طول الوقت بيكنلهم كل الحب ، و هم كانوا مخنوئين من الحب ده ، هم مش حاسسين بيه اصلاً ، هم كل اللي شايفينه من اهاليهم دايماً انهم عايشين برا دنياهم ، دايماً ردود افعالهم غريبة و مختلفة ، دايماً بيدوهم نصائح سَمِجَة ، دايماً بيتكلموا لغة تانية غير اللغة اللي كانوا الولاد بيتكلموا بيها مع بعض ، مكانش أهالي الولاد بيفهمهموهم و لا عارفين يواكب حياة ولادهم و لا الولاد كانوا بيفهموا اهاليهم ولا عارفين يستوعبوهم في وسطهم رغم المحاولات .
طب والله حاجة تضحك 😂😂 .. مش كدة !.
علاقة حسن المعقدة دي يزمايله في المدرسة كانت اكبر دليل على سمو نفس الولد ده ، الولد كان بيحبهم ، بيحبهم زي ابوهم 😂🤣 ، و كان حاسس دايماً نحيتهم بمسئولية ، على الرغم انه هو مش مرتاح ابداً في حياته ، و كان امله في زمايله كبير اوي يشبه امل أهل حسن فيه ... و التفسير الوحيد لكدة ان حسن كان شايفهم لسة سنهم صغير ، و محتاجين منه حب و عطف رغم انه ما بيلاقيش دا في المقابل ، كأنه بالظبط ابوهم ... مع التركيز في المعنى ده ، ان حسن كان حاسس ناحية زمايلة بحب و مسئولية اب ، كل الأمور هتتفسر و تبان زي الشمس .
لما كان حسن ييأس من الحالة اللي هو عايشها دي كان بردو بياخد القرار السهل ، انه يدخل جوا الصندوق ، و فضل حسن في الوضع و الحياة دي طول فترة المدرسة و لحد ثانوي .
المسئولية هنا بردو في القرار ، الأسباب كلها في التربية موافق ، لكن حسن مبقاش صغير ، الطبيعي انه يثور على حياته دي و يتغير ، بس هو اختار السهل .. اختار الحياة جوة صندوق . المسئولية هنا على حسن ...... ايوه ...... ، لأن حسن هنا كان يملك القرار تماماً ، فا المسئول الاول و الأخير في المرحلة دي هو حسن .
الفصل الثاني
الحياة داخل صندوق
كان انسان حالم جداً ، أتولد ضعيف ، كانت مبادئه و أخلاقه تمنعه عن أذية حد ، او اللعب بمشاعر حد ، بس أتلعب بمشاعرة لحد ما فيوم قرر انه لازم يثور على نفسه ، قرر انه لازم يتغير ، بس كان تغير مثير جداً 😳 ، مكانش تغير عادي ... بس للاسف مش هتشوفوا التغيير في الفصل ده 🤪 .
دي قصة. حسن فهد ، قصة من واقعنا و حياتنا ، قصة عشناها و بنعيشها ، و تستأهل اننا نحكيها و نفضل نحكيها لحد ما نقوم نشوف اللي ورانا عادي 🤪 .
حسن طفل موهوب ، قتلت موهبته بدري اوي ، كل اللي اتعامل معاه كان بيحطله حدود لعقله ، ممنوع تعمل ، ممنوع تقول ، ممنوع تروح و تيجي ، لحد ما دخل جوه الصندوق ، صندوق فضل جواه لحد منسي انه بنيآدم ، البداية كانت في الأهل في البيت ، حدود في كل حاجة حتى الحركة و كمان النفس ، حدود في انه حتى يستحمى و يأكل و بشرب .
الغريب ان أهل حسن كانوا بيعاملوه بحب ، هم كانوا أملهم فيه كبير ، اكبر من سنه ، هم كانوا دايماً بينسوا موضوع سَنُّه ده ، و بسبب أمل أهل حسن الزيادة فيه ده ، كانوا بيعاملوه معامله مختلفة عن أخواته دايماً ، و هو كان شايف كل التفاصيل دي بالكامل ، شايفها تفصيلة تفصيلة بنفسه و قلبه ، و كان شايف انه هو بس اللي كدة غير أخواته ، لحد ما نفسه تعبت ، و كان قراره انه بقا بيدور هو على الصندوق اللي اتعامله عشان يرتاح فيه .
حتى في علاقاته في المدرسة ، كان مختلف عن كل زمايلة في كل حاجة ، هو لقى نفسه كان بيرتاح في علاقاته بالناس اللي سنها كبير ، لا مش الناس اللي اكبر منه .. الناس الكبار في سن باباه كدة . فا كانت علاقته بزمايلة علاقة خاصة ، كان طول الوقت بيكنلهم كل الحب ، و هم كانوا مخنوئين من الحب ده ، هم مش حاسسين بيه اصلاً ، هم كل اللي شايفينه واحد دايماً عايش برا دنياهم ، دايماً ردود افعاله غريبة و مختلفة ، دايماً بيديهم نصائح سَمِجَة ، دايماً بيتكلم لغة تانية غير اللغة اللي كانوا بيتكلموا بيها مع بعض ، مكانش حسن بيفهمهم و لا عارف يواكب حياتهم و لا هم كانوا بيفهموا حسن ولا عارفين يستوعبوه في وسطهم رغم المحاولات ..
........ ممم ايه ده !
تعالا نكرر القطعة اللي فاتت دي و نبدل كل مكان اتكتب اسم حسن بكلمت ..... {اهاليهم}
اهالي الولاد كانوا مختلفين عنهم في كل حاجة ، الولاد لقوا نفسهم كان بيرتاحوا في علاقاتهم بالناس اللي سنها صغير ، لا مش الناس اللي اصغر من أهاليهم .. الناس اللي في سنهم كدة . فا كانت علاقتهم باهاليهم علاقة خاصة ، اهاليهم كانوا طول الوقت بيكنلهم كل الحب ، و هم كانوا مخنوئين من الحب ده ، هم مش حاسسين بيه اصلاً ، هم كل اللي شايفينه من اهاليهم دايماً انهم عايشين برا دنياهم ، دايماً ردود افعالهم غريبة و مختلفة ، دايماً بيدوهم نصائح سَمِجَة ، دايماً بيتكلموا لغة تانية غير اللغة اللي كانوا الولاد بيتكلموا بيها مع بعض ، مكانش أهالي الولاد بيفهمهموهم و لا عارفين يواكب حياة ولادهم و لا الولاد كانوا بيفهموا اهاليهم ولا عارفين يستوعبوهم في وسطهم رغم المحاولات .
طب والله حاجة تضحك 😂😂 .. مش كدة !.
علاقة حسن المعقدة دي يزمايله في المدرسة كانت اكبر دليل على سمو نفس الولد ده ، الولد كان بيحبهم ، بيحبهم زي ابوهم 😂🤣 ، و كان حاسس دايماً نحيتهم بمسئولية ، على الرغم انه هو مش مرتاح ابداً في حياته ، و كان امله في زمايله كبير اوي يشبه امل أهل حسن فيه ... و التفسير الوحيد لكدة ان حسن كان شايفهم لسة سنهم صغير ، و محتاجين منه حب و عطف رغم انه ما بيلاقيش دا في المقابل ، كأنه بالظبط ابوهم ... مع التركيز في المعنى ده ، ان حسن كان حاسس ناحية زمايلة بحب و مسئولية اب ، كل الأمور هتتفسر و تبان زي الشمس .
لما كان حسن ييأس من الحالة اللي هو عايشها دي كان بردو بياخد القرار السهل ، انه يدخل جوا الصندوق ، و فضل حسن في الوضع و الحياة دي طول فترة المدرسة و لحد ثانوي .
المسئولية هنا بردو في القرار ، الأسباب كلها في التربية موافق ، لكن حسن مبقاش صغير ، الطبيعي انه يثور على حياته دي و يتغير ، بس هو اختار السهل .. اختار الحياة جوة صندوق . المسئولية هنا على حسن ...... ايوه ...... ، لأن حسن هنا كان يملك القرار تماماً ، فا المسئول الاول و الأخير في المرحلة دي هو حسن .
القرار ... الفصل الأول .... أطفال زي الغنم
القرار ..... ممم ايه ده!
الفصل الاول
أطفال زي الغنم "قصدي زي القمر"
في أوقات بتكون فيها الحياة غريبة على صاحبها ، في الأوقات دي بيلاقي الإنسان نفسه اودام معضلة ، و بيبقى لازم ياخد فيها قرار عشان تنجلي ، في مرة نصح أب إبنه و قاله ، لما مشكلة تقابلك و متعرفش تتعامل معاها اوعى تتهز ، لازم تاخد قرار يوقفها فوراً حتى لو كان غلط ، و حتى كمان كنت عارف انه غلط من اساسه و مفيش قدامك غيره ، الإنسان ممكن يضطر يختار بين أمرين فيهم ضرر هيقع على حد يعرفه او على نفسه ، بس بيختار أخفهم ضرر .
و دا قطعاً من صفات الرجولة ، اللي بتتفسر لقوة شخصية و ثبات انفعالي و مراعاة الأصول و حاجات تانية كتير ، حاجات كلها مكتسبة من بيئة التربية و التعليم اللي نشأ فيها هذا الرجل .
انا مش حسن فهد ، و دي مش قصة حياتي ........ 😁
الأب و الأم هما اكتر شخصين هيحبوك يا حسن ، دي كانت الجملة الاعتراضية الشهيرة اللي كنت بسمعها لما اختلف مع بابا في اي اختيار هو مش عاوزه لانه مش مناسب ليا ، و بعدها تظهر الانانية و الفاشية و الدكتاتورية الانطوائية (و الإمبريالية و التوسعية .... التوسعية من التوسع و الإمبريالية من الأمبرة) 🤪
طب يا عم الحج مش يمكن اخياراتك لزمن حضرتك و جايز يكون الزمن اتغير ، دا بيكون الرد اللي جوا حسن بس مش عارف يعبر عنه ... ياااه دا حسن ده عنده معضلة لازملها قرار ... تعالوا ندرس شويه حياة و ظروف حسن .
حسن اتولدفي بيت فيه الراجل راجل ، (جملة اعتراضية / هو فيه راجل مش راجل) ، ما علينا ، كبر حسن و بقا في حضانة ، كانت حياته كلها تلقين ، و دا طبيعي في السن ده ، لاكنه مكانش بيحصله اى أضافه تفيده فعلاً بعد كل يوم بيعدي عليه ، لان حسن مكانش بيفهم التلقين ، لان أسلوب التلقين كان بطريقة واحدة و ثابته مبتتغيرش ، كانت بالطريقة اللي مكانش بيفهمها حسن ، فكانت الفايدة الحقيقية اللي بيستفاد بيها كل يوم انه كان بياكل كويس و بينموا بصحة سليمة ...
ممم .... ايه ده! . على طول لما تفكر في طريقة نشأة حسن و هو طفل في الحضانة اشبه بطريقة تربية الأغنام ، معلش التشبيه قاسي ، لاكنه بالقياس تشبيه سليم ، صاحب الغنم بوجه الغنم كل يوم لاماكن الاكل و الشرب ، يعني بيوجهها لمصلحتها ، و النتيجة اليومية ان الغنم بتآكل كويس و بتسمن و تنموا ، إنما تاني يوم و بعد اليوم رقم الف الغنم مش هيعرفوا مكان الاكل و الشرب فين ، لازم صاحبهم يوجههم .
التوجيه لحسن في سن الحضانة كان بطريقة الكلام ، و لما يغلط حسن يتكرر الكلام ، مرة و اتنين و الف ، الأب و الأم في الوقت ده بيتعبوا اوي مع حسن ، و ساعات بيشتكوا ، لدرجة في مرة الأب قابل شيخ جليل في الشارع و كان معاه حسن ، وقف الأب بإجلال للشيخ و سأله مباشر كدة (اودام حسن) "انا يا شيخنا ابني محسود ، اعمل ايه" ، حسن ساعتها كان متاثر جداً ، للدرجه دي ابوه شايفه في مشكلة ، طب انا اعمل ايه ، انا مش عارف ايه المشكلة عشان اقدر اساعد بابا ، المهم شكوة الآباء بتكون لهم إثبات و دليل على انهم بيعملوا اللي عليهم و مش مقصرين ، مع انهم مش راضيين عن النتايج ، لكنهم و بعد ما اتوجد عندهم الدليل على برائتهم بانهم بيتعبوا ، بيغمضوا عنيهم عشان يناموا مرتاحين ، كانهم بالظبط بيدوروا على مبرر اخلاقي لفشلهم و هم مش مدركين ده ..
حسن في الوقت ده كان زي ورقة بيضا فاضية ، اللي هيتكتب فيها هو اللي هيبان فيها ، فإذا كانت الكتابة بقلم جاف و بايظ ، الكتابة هتطلع معرجة و مقطعة و محدش هيعرف يقراها ، إنما الكتابة اذا كانت كلها ألوان و فيها فن و تفكير مبدع ، الكل هيقراها بكل وضوح ،
ده بالظبط اللي كان لازم يحصل مع حسن ، طريقك التلقين بالكلام دي زي القلم الجاف البايظ، كانت الطريقة الأسهل (او اللي تبان اسهل) اللي الأب و الأم يعرفوها ، محدش منهم اخد باله ان حسن مبيتطورش ، ثابت في مكانه ، فكان لازم يفكروا في طرق تانية ، يشغلوا دماغهم و يخططوا و يبدعوا ، في مثلاً طريقك القدوة ، في طريقك السهوكة، طريقة الهزار و الضحك ، المهم اي طريقة يفهمها حسن ...
و كانت النتيجة الظاهرة و الغير مهمة ان حسن كان سليم ، إنما النتيجة المخفية المخيفة كان تاثير الواقع ده كله داخل صدر و قلب حسن و اللي هتنعكس على شخصيته ، هي ان حسن يكون مهزوز و معندوش ثقة في نفسه ، هيثق في نفسه ازاي و هو على طول داخل صندوق الآباء عملوهوله ، صندوق احساسه بانه على طول غلطان و تاعب اهله معاه و يا عيني محسود ، فا بيبدأ حسن اكتساب اخطر صفة ممكن اي حد يتخيلها ، الخوف ، الخوف هو أساس كل المشاكل و المصائب اللي بتحصل لاي شاب نتيجة تربيته في سن الحضانة زي حسن كدة .
كل اللي فات من عمر حسن و لحد دلوقتي كان هو فيها مش صاحب اي قرار ، و كانت كل القرارات في ايدين الآباء ، فا بالتالي اي خطاء او نتيجة غير مرضية في الفترة دي من زمن ، المسئول الاول و الأخير هم الآباء ...
الى اللقاء في الفصل الثاني
الفصل الاول
أطفال زي الغنم "قصدي زي القمر"
في أوقات بتكون فيها الحياة غريبة على صاحبها ، في الأوقات دي بيلاقي الإنسان نفسه اودام معضلة ، و بيبقى لازم ياخد فيها قرار عشان تنجلي ، في مرة نصح أب إبنه و قاله ، لما مشكلة تقابلك و متعرفش تتعامل معاها اوعى تتهز ، لازم تاخد قرار يوقفها فوراً حتى لو كان غلط ، و حتى كمان كنت عارف انه غلط من اساسه و مفيش قدامك غيره ، الإنسان ممكن يضطر يختار بين أمرين فيهم ضرر هيقع على حد يعرفه او على نفسه ، بس بيختار أخفهم ضرر .
و دا قطعاً من صفات الرجولة ، اللي بتتفسر لقوة شخصية و ثبات انفعالي و مراعاة الأصول و حاجات تانية كتير ، حاجات كلها مكتسبة من بيئة التربية و التعليم اللي نشأ فيها هذا الرجل .
انا مش حسن فهد ، و دي مش قصة حياتي ........ 😁
الأب و الأم هما اكتر شخصين هيحبوك يا حسن ، دي كانت الجملة الاعتراضية الشهيرة اللي كنت بسمعها لما اختلف مع بابا في اي اختيار هو مش عاوزه لانه مش مناسب ليا ، و بعدها تظهر الانانية و الفاشية و الدكتاتورية الانطوائية (و الإمبريالية و التوسعية .... التوسعية من التوسع و الإمبريالية من الأمبرة) 🤪
طب يا عم الحج مش يمكن اخياراتك لزمن حضرتك و جايز يكون الزمن اتغير ، دا بيكون الرد اللي جوا حسن بس مش عارف يعبر عنه ... ياااه دا حسن ده عنده معضلة لازملها قرار ... تعالوا ندرس شويه حياة و ظروف حسن .
حسن اتولدفي بيت فيه الراجل راجل ، (جملة اعتراضية / هو فيه راجل مش راجل) ، ما علينا ، كبر حسن و بقا في حضانة ، كانت حياته كلها تلقين ، و دا طبيعي في السن ده ، لاكنه مكانش بيحصله اى أضافه تفيده فعلاً بعد كل يوم بيعدي عليه ، لان حسن مكانش بيفهم التلقين ، لان أسلوب التلقين كان بطريقة واحدة و ثابته مبتتغيرش ، كانت بالطريقة اللي مكانش بيفهمها حسن ، فكانت الفايدة الحقيقية اللي بيستفاد بيها كل يوم انه كان بياكل كويس و بينموا بصحة سليمة ...
ممم .... ايه ده! . على طول لما تفكر في طريقة نشأة حسن و هو طفل في الحضانة اشبه بطريقة تربية الأغنام ، معلش التشبيه قاسي ، لاكنه بالقياس تشبيه سليم ، صاحب الغنم بوجه الغنم كل يوم لاماكن الاكل و الشرب ، يعني بيوجهها لمصلحتها ، و النتيجة اليومية ان الغنم بتآكل كويس و بتسمن و تنموا ، إنما تاني يوم و بعد اليوم رقم الف الغنم مش هيعرفوا مكان الاكل و الشرب فين ، لازم صاحبهم يوجههم .
التوجيه لحسن في سن الحضانة كان بطريقة الكلام ، و لما يغلط حسن يتكرر الكلام ، مرة و اتنين و الف ، الأب و الأم في الوقت ده بيتعبوا اوي مع حسن ، و ساعات بيشتكوا ، لدرجة في مرة الأب قابل شيخ جليل في الشارع و كان معاه حسن ، وقف الأب بإجلال للشيخ و سأله مباشر كدة (اودام حسن) "انا يا شيخنا ابني محسود ، اعمل ايه" ، حسن ساعتها كان متاثر جداً ، للدرجه دي ابوه شايفه في مشكلة ، طب انا اعمل ايه ، انا مش عارف ايه المشكلة عشان اقدر اساعد بابا ، المهم شكوة الآباء بتكون لهم إثبات و دليل على انهم بيعملوا اللي عليهم و مش مقصرين ، مع انهم مش راضيين عن النتايج ، لكنهم و بعد ما اتوجد عندهم الدليل على برائتهم بانهم بيتعبوا ، بيغمضوا عنيهم عشان يناموا مرتاحين ، كانهم بالظبط بيدوروا على مبرر اخلاقي لفشلهم و هم مش مدركين ده ..
حسن في الوقت ده كان زي ورقة بيضا فاضية ، اللي هيتكتب فيها هو اللي هيبان فيها ، فإذا كانت الكتابة بقلم جاف و بايظ ، الكتابة هتطلع معرجة و مقطعة و محدش هيعرف يقراها ، إنما الكتابة اذا كانت كلها ألوان و فيها فن و تفكير مبدع ، الكل هيقراها بكل وضوح ،
ده بالظبط اللي كان لازم يحصل مع حسن ، طريقك التلقين بالكلام دي زي القلم الجاف البايظ، كانت الطريقة الأسهل (او اللي تبان اسهل) اللي الأب و الأم يعرفوها ، محدش منهم اخد باله ان حسن مبيتطورش ، ثابت في مكانه ، فكان لازم يفكروا في طرق تانية ، يشغلوا دماغهم و يخططوا و يبدعوا ، في مثلاً طريقك القدوة ، في طريقك السهوكة، طريقة الهزار و الضحك ، المهم اي طريقة يفهمها حسن ...
و كانت النتيجة الظاهرة و الغير مهمة ان حسن كان سليم ، إنما النتيجة المخفية المخيفة كان تاثير الواقع ده كله داخل صدر و قلب حسن و اللي هتنعكس على شخصيته ، هي ان حسن يكون مهزوز و معندوش ثقة في نفسه ، هيثق في نفسه ازاي و هو على طول داخل صندوق الآباء عملوهوله ، صندوق احساسه بانه على طول غلطان و تاعب اهله معاه و يا عيني محسود ، فا بيبدأ حسن اكتساب اخطر صفة ممكن اي حد يتخيلها ، الخوف ، الخوف هو أساس كل المشاكل و المصائب اللي بتحصل لاي شاب نتيجة تربيته في سن الحضانة زي حسن كدة .
كل اللي فات من عمر حسن و لحد دلوقتي كان هو فيها مش صاحب اي قرار ، و كانت كل القرارات في ايدين الآباء ، فا بالتالي اي خطاء او نتيجة غير مرضية في الفترة دي من زمن ، المسئول الاول و الأخير هم الآباء ...
الى اللقاء في الفصل الثاني
الحب في شب الفخفخينا
الحب في شوب الفخفخينا ، اوبااااااااااااااااا.
القصص و الأسامي المذكورة غير حكيكية
الانسان يولد على الفطرة ، جملة شهيرة حقيقية و هي سبب وقوع الانسان في المسئولية ، المسئولية اللي بتبدأ مع اول نفس بيدخل رئتك و بتشعر منها بالحياة ، و الفطرة دي اصلها في ليها قصة "أثر" معروفة و هي ان الله شد جميع ولد آدم من ضلعه في بدايات خلق الكون ، و اشهدهم على أنفسهم بانهم اسلموا أنفسهم لخالقهم الواحد ، هو الله الذي لا اله الا هو ..
فا بالتالي الفطرة دي من عند ربنا ، او زي مهو دارج ، ربنا فطرنا على صفات كلها تندرج تحت مفهوم الخير للناس و الحق ، نقدر نقول بالمعنى الاشمل ان الفطرة دي اصلها الحب و الرحمة .
نستقطع من الكلام المجعلص اللي فوق "مجعلص عشان كتاباتي عموماً مهفهفة" ، نستقطع كلمة الحب ...
اوباااا ....، داحنا داخلين على إشكال خطير ، الإشكال هو ان الحب بكل ما تحمله الكلمة من معنى جزء من الفطرة ، لا دا نصفها ، و دا لان الاستنتاج اللي تم الوصول ليه من المجعلص اللي فوق ، هو ان الفطرة اصلها الحب و الرحمة ..
و اذا اعتبرنا ان الحب و الرحمة شيء واحد او وجهان لنفس العملة ، فا بالتالي الحب هو الفطرة ،، ايه ده ؟ .........، دا فعلاً ........، دلوقتي و في اللحظة دي من القراءة بيمر امامك شريط حياتك و بتراجع كل قصص الحب التي مريت بها و مع كل شخص قابلته في حياتك و حبيته ، (بس انا هنا عندي مشكلة اني "محتار/محتارة" ، فنا هخليني محتار زي منا و اللي منكوا محتارة تجيب معاها قلم رصاص و تزود حرف ة كل ما تحتاج) .
صاحب الذاكرة الحادة هيفتكر ان اول قصة حب داخلي في حياتنا كانت مع بداية خلقك و تكوينك في رحم امك ، الحب ده هو اصدق حب حسّيت بيه في حياتي ، البيئة اللي كنت بَتْكَوِن فيها كانت ضيقة عليا عشان تحتويني و تخليني حاسس اني جوا حضن أمي ٢٤ ساعة في اليوم ، و دا تفسير لميل الأولاد لامهم اكتر من ميلهم للاب ، و دي حقيقة مثيرة جداً ، هي اننا حسينا بالحب منذ بداياتنا و أولى لحظات تكوينا ...
اوبااااا... ، دا مش بعيد يكون الحب "بدون تفاصيل ماهيته" الحب بيكون داخل في تكوين كل واحد فينا ، و دا بيفسر ليه كلنا كنّا ماشيين نحب على نفسنا و احنا صغيرين ، تعدي فترة التكوين و بتيجي وقت ولادتك و بتخرج للحياة ، و بتمر بثاني قصة حب داخلي في حياتنا ، حب الرضاعة "كحالة من الرضا الشاملة لإحساس الجوع و الحَنِين"، الأم بتقرر ترضع طفلها عشان بيعيط لانه جعان ، بس جعان اكل و حنان ، الطفل في مرحلة الرضاعة بيكون واقع تحت تاثير تجربته الاولانية ، قصة حبة اللي خرج منها مجروح و اللي جرحة الex ، الحب اللي كان عايش فيه بتكوينه في رحم امه ، فُقِد بالولادة اللي سببها الرحم “his ex” , فا كل ما يحس الطفل بالجوع و الحنين ، الحاجة الوحيدة اللي كانت بترضيه و تعوضه عن ما فقدة في حبه الاول هي الرضاعة ..
و طبعاً كلنا عارفين ان مينسيش الواد البت الا بت تانية ، فا بيحصل بعد سنة و حَبَّة رضاعة ان الطفل بينسى التجربة المؤلمة الاولى و بيكتسب خبرة التغلب على الم الفراق ، و دا لان زي ما كلنا عارفين ان الخبطة اللي مبتكسرش بتقوي ..
اوباااااا ....، دا كدة الطفل ده قلبة هيتكسر تاني يوم ما امه تقرر انها تنهي قصة حبه التانية ، و تمنع عنه الرضاعة عشان هو كبر ، و دا بيسيب جرح عميق عمق السنين و التنين جوا كل بني آدم فينا ، جرح بيفضل جواه لحد ما يموت ، الجرح دا بيبقى قوي جداً و ملموس ، و ملوش علاج غير الشعور بالرقة و النعومة في احتواء الحبيب لحبيبته و العكس ، خاصةً عند الولاد ...
بعد خروج الانسان من قصة حبه التانية بيبدأ يدخل في مراحل متقدمة من عمره و ليقابل اول حب مصدرة العالم الخارجي ، بيقابل "نوران" في الحضانة ، ... ياااااااه ، او "هييييييييح" ، ايه الملاك اللي من السما ده ، يا ارض احفظي ما عليكي ، ايه النسيم اللي بيقول آهات لما بيعدي بين شعرك حبيبتي و يهفهف عليا ... كل دا بيدور في داخل كل واحد فينا يوم ما بيقابل اول حب من العالم الخارجي ، يوم ما بيقابل "نوران" ...
اوباااااااا ....، دا بيلاقي ردود افعال إيجابية بتخليه يتمسك بالحب ده اكتر ، و يحارب الدنيا كلها عشانه ، حتى لو كان فحضانة ، زي انه بيجي في مرة بيدي نوران ساندويتش سوسيس من الاتنين اللي ماما عملاهم ليه ، فا نوران و ببتسامة خجولة لبنت ناضجة في سنها ، بتاخد الساندويتش و بتديله علبة لبن و ربع تفحايه من كيس السندويتشات بتاعها ، الحقيقة ان الابتسامة دي بتكون زي سهم كيوپيد اللي بيرشق في قلبك عدل ، و في الخلفية أغنية الهضبة "ضحكت ؛ يعني قلبها مال" بيتكتب تاريخ تالت قصة حب ، و اول قصة حب عملي في حياة الطفل ده ...
لكن للاسف ، الحب ده بيتدمر ، بيتدمر يوم ما بابا نوران بيجيله عقد عمل في السعودية و بيقرر انه ياخد معاه نوران و مامتها ، ساعتها الولد قلبه بيتعصر من الم الفراق و بيمشي في كل الاماكن اللي كانوا بيروحوها سوا في البريك ، و بيجلس على الديسك اللي كانوا بيعدو عليه في البريك و بياكلوا ساندويتشاتهم ، و بيتالم لما بيفتكر ابتسامتها الناعمة يوم ما فرحة بتضحيته بالسوسيس اللي بيحبه عشانها ..
بتتطور بيه مراحل الحياة و بيدخل رابعة ابتدائي و بيقابل واحدة جميلة اااااا جدي ، بيقابل تاني قصة حب عملي من عالمه الخارجي ، بيقابل "فدوى" ، الحقيقة حبه المفاجيء لفدوى ده بيهز مشاعره بقوة ، لانه في الحب ده و في بداية نشئته ، بيكتسب الولد خبرة النسيان في الحب ، انه ينسى حبه الاول و مشاعرة الصادقة القوية عشان يبدلها بمشاعرة اللي بردو قوية و صادقة اللي بيلاقيها في حبه الجديد ، و هنا بيتكون جواه مفهومين ، الاول هو مفهوم ال ex ، و التاني هو مفهوم ان متنسيش البت الا البت اللي زيها ، فا بيفهم المعاني دي و بيكتسب خبرة النسيان ، و مع تجاربه السابقة ، بيخوض تاني قصة حب ليه في عالمه الخارجي ...
اوبااااااا ... ، دا فيه حاجة غريبة بتحصل ....... ، ايه في ايه .........، فدوى .......، مالها .......، مممممم ، .......اخلص عشان الوقت هيخلص ، فدوى مبتحبنيش 😢😢😭 ، و بكل تعجبات الدنيا وقتها بيسأل نفسه ، يعني ايه فدوى متحبنيش ، ازاي وانا بحبها الحب ده كله ، .... ، في الوقت ده بيصطدم الولد بمفهوم الحب من طرف واحد ، بيعيش التجربة دي كاملة ، بكل مرارتها ، و بيستمر في عزابه ، و رغم كل الضغوط بينجح و يعيش و ياكل السوسيس اللي بيحبه بس بياكله لوحده وهو قلبه بيتعصر على حبه لفدوى ، و هي مش حاسه بيه ...
لحد ما يشاء القدر و عمو بابا فدوى يتصاحب على عمو بابا نوران و ياخد فدوى و أمها و يسافروا السعودية للعمل ،، يلا في داهيه 😁، و هنا بيكتسب الولد خبرة "اهون عليكي تهوني عليا" . و بيستمر الولد في مراحل حياته لحاااااد إعدادي و ثانوي ، هنا بيحس الولد انه كبر و بقا راجل ، مع شوية تغيرات فسيولوجية ، بتفكره شويا بألم فراق تاني حب داخلي بعد مرحلة التكوين ، و سرعان ما بيفوق على حقيقة انه في ثانوي و بقاله سنين مفطون 🎊.. و يكمل مسيرته في العطاء بلا مقابل او حدود ، و بيقابل الحب الكبير ، الاول و الأخير ، بيقابل "ماي" ..
اختيار الولد ده لماي بيكون ناتج عن تجربة المرادي ، تجربة وجدانية و قصص حب فشلة ، و يضاف اليها ، خروجه و صياعته مع الواد المخلص اللي في الفصل ، كان بيخرج مع "احمد حامد عبد الحليم" الشهير بأحمد عبحليم، دا ولد من سكان آخر ديسك في الفصل و كان مخلص بقا ، لدرجة انه كان ممكن يتهور في خروجة و يعمل حاجات صعب تخيلها ، كان ممكن يوصل بيه الحال و يشرب سجارة 🤫🤐،. كانوا أصدقاء وفيين لبعض ، و كانوا بيداروا على بعض مع المدرسين و مع الأهل كمان ، كان الولد يبقا صايع في الشارع في خروجة من ورا باباه عشان يدخل فيلم تايتانك في حفلة ٩ الصبح لانه مش عارف يدخلها باليل عشان الإقبال ، في الوقت اللي باباه فاهم انه عند صاحبه احمد عبحليم ، لدرجة ان بابا الولد لما يتصل على تليفون البيت يسال على الولد يرد احمد عبحليم بكل ثقة دا نايم في اوضتي يا عمو شويا من تعب المذاكرة ... و هنا بيكتسب الولد مفهوم (الصاحب ليه عند صاحبه تلت حاجات .. كيكة .. و تفعيصة .. و شهادة زور)
اوبااااااااا .... ، نرجع لماي ، قصة حبه المختلفة ، اللي ليها أساس و قواعد من الخبرة الرومانسية من تجاربه السابقة و الدنياوية من صياعته مع احمد عبحليم ، فيختار ماي المحجبة ، المتدينة ، الخلوقة ، الهادية ، الهايلة ، ........ و التوأم 🤔🙄 . غريب امرك ، و ايه يعني توأم ، لا معلش فيها كتير ، فيها ان العين عليها حارث ، و ماي عليها حارث سخييييييييييف ، حارث بيعد على ماي خطواتها و النتيجة انه مش مدي فرصة للحب ده انه يخرج للنور ، يفضل الولد يحاول لحد ما اليأس يتملك قلبه فيتهور ، يتهور و يقرر انه يصارح ماي بحبه ، و بيعمل كدة فعلاً و في وجود الحارث السخيف في موقف درامي مبهج بينتهي بانهيار الحب ده و ينتهي التواصل ، بس الحب لِسَّه في قلبه و قلبها ، ايوه محدش قال للتاني بسبب المرحلة و المذاكرة و الامتحانات و الحارث ، بس كانوا الاتنين متاكدين من حب كل واحد للتاني و خدوا قرار انهم يحتفظوا بالحب ده سراً في قلوبهم أملاً بان الزمن يجمع بينهم مرة تانية في ظروف أفضل (تكون الحارث اختفت) 🤪.
اوباااااااا ..... ، بسبب الحب المكنون ده بيفصل الولد يدور على ماي فكل البنات اللي بيقابلها لحد ما بيقابل بنت شكلها شبه ماي ، و ياخد قرار انه يتجوزها فوراً عشان متضعش منه زي ما ماي ضاعت منه ، بس للاسف كانت راكبة مترو ماشي عكس اتجاه المترو اللي هو راكبه ، و كانت هي دي اللحظة الأولي اول ما شافها ، يتعصر قلبه عاشر و هم بيفترقوا مع تحرك كل قطار في اتجاه 😁😁😁...
تعدي سنين و سنين و يقرب تخرجه من كليته وعينه كلها امل في بكرة و بيدور في وشوش الناس على نوران و فدوى و ماي و غيرهم لحد مايجيب الحب اللي من الاخر ، حب الشألابازات ، يدخل يا عيني في قصة حب مستهلكة ، القصة الشهيرة اللي بتحصل لكل واحد فينا ، القصة اللي بتنتهي بصدمة بتغير حياته و نظرته و فهمه لأمور كتير في حياته ، القصة اللي بتخليه ناقم على كل لحظة حب عاشها من اول تكوينه و لحد الوقت ده ، و بتخليه يشيل قلبه من بين ضلوعه و يحطه على الرف و يواجه نفسه و مصيره المحتوم ، و عشان الحياه تستمر ، هو عارف انه لازم يرتبط ، المرادي بيختار ، بيختار بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بيختار واحدة فيها برائة نوران ، و شقاوة فدوى ، و اخلاق ماي ، مع انها تكون حمولة و مسئولة (و دي نتيجة اخر تجربة) ،
اوباااااااااا ..... ، لحظة ده كأنه بيطبق كل تجاربه مع بعض المرادي ، بيضرب نوران و فدوى و ماي و الأخيرة في الخلاط ، و يطلع شوب الفخفخينا المحترم ، و يقرر انه اول ما يلاقي الفخفخينا دي عند فرغلي بتاع العصير ، هيجيبها من غير تردد ، و قد كان ، و يلاقي شوب الفخفخينا ، جوهرة و هو مش دريان ، جوهرة عمره مكان هيشوفها الا اذا جرب اللي فات ده كله ، و يلاقي معاها نفسه ، حقيقته و نجاحه و فلاحه ، و بيلاقي معاها حياته ..
وتكون النتيجة انه بيسأل نفسه ، هو فين الحب اللي فات و الزكريات 🤔🖕، و بيعرف ان كل اللي فات ده مكانش حقيقي بس كان لازم يحصل ، باختصار دي كلها مراحل نضوج ، و بلوغ القلب للارتقاء ، و ليكون قلب عاقل و له عقل فعلاً ، القلب العاقل اللي اختار الحب الاول الحقيقي في حياته ...
بيقولوا الحب قبل الجواز اقوى ,و ناس تانية تقولك لا الحب بعد الجواز اقوى ,انا اقولك بئا الحكاية ,الحكاية فى واحدة تشوفها ترتحلها و تدوب فيها ,تلاقى مشاعرها فى كل مكان فى حياتك ,توحشك حتى و هى أودامك ,تحب فى جمالها و كلامها و تفاصيلها و دلادلها ,تشوفها عروسة جديدة جميلة فى كل يوم ,ترتاح معاها و جنبها و تدوب فى بعدها ,تلاقى منها الحنان و الامان و المودة اللى بتلاقيها مرة واحدة بس فى عمرك ,.....ماهو أصل الحب بيجي كدا , .....من غير معاد
خلص الكلام و ابتدت الحياة ...
القصص و الأسامي المذكورة غير حكيكية
الانسان يولد على الفطرة ، جملة شهيرة حقيقية و هي سبب وقوع الانسان في المسئولية ، المسئولية اللي بتبدأ مع اول نفس بيدخل رئتك و بتشعر منها بالحياة ، و الفطرة دي اصلها في ليها قصة "أثر" معروفة و هي ان الله شد جميع ولد آدم من ضلعه في بدايات خلق الكون ، و اشهدهم على أنفسهم بانهم اسلموا أنفسهم لخالقهم الواحد ، هو الله الذي لا اله الا هو ..
فا بالتالي الفطرة دي من عند ربنا ، او زي مهو دارج ، ربنا فطرنا على صفات كلها تندرج تحت مفهوم الخير للناس و الحق ، نقدر نقول بالمعنى الاشمل ان الفطرة دي اصلها الحب و الرحمة .
نستقطع من الكلام المجعلص اللي فوق "مجعلص عشان كتاباتي عموماً مهفهفة" ، نستقطع كلمة الحب ...
اوباااا ....، داحنا داخلين على إشكال خطير ، الإشكال هو ان الحب بكل ما تحمله الكلمة من معنى جزء من الفطرة ، لا دا نصفها ، و دا لان الاستنتاج اللي تم الوصول ليه من المجعلص اللي فوق ، هو ان الفطرة اصلها الحب و الرحمة ..
و اذا اعتبرنا ان الحب و الرحمة شيء واحد او وجهان لنفس العملة ، فا بالتالي الحب هو الفطرة ،، ايه ده ؟ .........، دا فعلاً ........، دلوقتي و في اللحظة دي من القراءة بيمر امامك شريط حياتك و بتراجع كل قصص الحب التي مريت بها و مع كل شخص قابلته في حياتك و حبيته ، (بس انا هنا عندي مشكلة اني "محتار/محتارة" ، فنا هخليني محتار زي منا و اللي منكوا محتارة تجيب معاها قلم رصاص و تزود حرف ة كل ما تحتاج) .
صاحب الذاكرة الحادة هيفتكر ان اول قصة حب داخلي في حياتنا كانت مع بداية خلقك و تكوينك في رحم امك ، الحب ده هو اصدق حب حسّيت بيه في حياتي ، البيئة اللي كنت بَتْكَوِن فيها كانت ضيقة عليا عشان تحتويني و تخليني حاسس اني جوا حضن أمي ٢٤ ساعة في اليوم ، و دا تفسير لميل الأولاد لامهم اكتر من ميلهم للاب ، و دي حقيقة مثيرة جداً ، هي اننا حسينا بالحب منذ بداياتنا و أولى لحظات تكوينا ...
اوبااااا... ، دا مش بعيد يكون الحب "بدون تفاصيل ماهيته" الحب بيكون داخل في تكوين كل واحد فينا ، و دا بيفسر ليه كلنا كنّا ماشيين نحب على نفسنا و احنا صغيرين ، تعدي فترة التكوين و بتيجي وقت ولادتك و بتخرج للحياة ، و بتمر بثاني قصة حب داخلي في حياتنا ، حب الرضاعة "كحالة من الرضا الشاملة لإحساس الجوع و الحَنِين"، الأم بتقرر ترضع طفلها عشان بيعيط لانه جعان ، بس جعان اكل و حنان ، الطفل في مرحلة الرضاعة بيكون واقع تحت تاثير تجربته الاولانية ، قصة حبة اللي خرج منها مجروح و اللي جرحة الex ، الحب اللي كان عايش فيه بتكوينه في رحم امه ، فُقِد بالولادة اللي سببها الرحم “his ex” , فا كل ما يحس الطفل بالجوع و الحنين ، الحاجة الوحيدة اللي كانت بترضيه و تعوضه عن ما فقدة في حبه الاول هي الرضاعة ..
و طبعاً كلنا عارفين ان مينسيش الواد البت الا بت تانية ، فا بيحصل بعد سنة و حَبَّة رضاعة ان الطفل بينسى التجربة المؤلمة الاولى و بيكتسب خبرة التغلب على الم الفراق ، و دا لان زي ما كلنا عارفين ان الخبطة اللي مبتكسرش بتقوي ..
اوباااااا ....، دا كدة الطفل ده قلبة هيتكسر تاني يوم ما امه تقرر انها تنهي قصة حبه التانية ، و تمنع عنه الرضاعة عشان هو كبر ، و دا بيسيب جرح عميق عمق السنين و التنين جوا كل بني آدم فينا ، جرح بيفضل جواه لحد ما يموت ، الجرح دا بيبقى قوي جداً و ملموس ، و ملوش علاج غير الشعور بالرقة و النعومة في احتواء الحبيب لحبيبته و العكس ، خاصةً عند الولاد ...
بعد خروج الانسان من قصة حبه التانية بيبدأ يدخل في مراحل متقدمة من عمره و ليقابل اول حب مصدرة العالم الخارجي ، بيقابل "نوران" في الحضانة ، ... ياااااااه ، او "هييييييييح" ، ايه الملاك اللي من السما ده ، يا ارض احفظي ما عليكي ، ايه النسيم اللي بيقول آهات لما بيعدي بين شعرك حبيبتي و يهفهف عليا ... كل دا بيدور في داخل كل واحد فينا يوم ما بيقابل اول حب من العالم الخارجي ، يوم ما بيقابل "نوران" ...
اوباااااااا ....، دا بيلاقي ردود افعال إيجابية بتخليه يتمسك بالحب ده اكتر ، و يحارب الدنيا كلها عشانه ، حتى لو كان فحضانة ، زي انه بيجي في مرة بيدي نوران ساندويتش سوسيس من الاتنين اللي ماما عملاهم ليه ، فا نوران و ببتسامة خجولة لبنت ناضجة في سنها ، بتاخد الساندويتش و بتديله علبة لبن و ربع تفحايه من كيس السندويتشات بتاعها ، الحقيقة ان الابتسامة دي بتكون زي سهم كيوپيد اللي بيرشق في قلبك عدل ، و في الخلفية أغنية الهضبة "ضحكت ؛ يعني قلبها مال" بيتكتب تاريخ تالت قصة حب ، و اول قصة حب عملي في حياة الطفل ده ...
لكن للاسف ، الحب ده بيتدمر ، بيتدمر يوم ما بابا نوران بيجيله عقد عمل في السعودية و بيقرر انه ياخد معاه نوران و مامتها ، ساعتها الولد قلبه بيتعصر من الم الفراق و بيمشي في كل الاماكن اللي كانوا بيروحوها سوا في البريك ، و بيجلس على الديسك اللي كانوا بيعدو عليه في البريك و بياكلوا ساندويتشاتهم ، و بيتالم لما بيفتكر ابتسامتها الناعمة يوم ما فرحة بتضحيته بالسوسيس اللي بيحبه عشانها ..
بتتطور بيه مراحل الحياة و بيدخل رابعة ابتدائي و بيقابل واحدة جميلة اااااا جدي ، بيقابل تاني قصة حب عملي من عالمه الخارجي ، بيقابل "فدوى" ، الحقيقة حبه المفاجيء لفدوى ده بيهز مشاعره بقوة ، لانه في الحب ده و في بداية نشئته ، بيكتسب الولد خبرة النسيان في الحب ، انه ينسى حبه الاول و مشاعرة الصادقة القوية عشان يبدلها بمشاعرة اللي بردو قوية و صادقة اللي بيلاقيها في حبه الجديد ، و هنا بيتكون جواه مفهومين ، الاول هو مفهوم ال ex ، و التاني هو مفهوم ان متنسيش البت الا البت اللي زيها ، فا بيفهم المعاني دي و بيكتسب خبرة النسيان ، و مع تجاربه السابقة ، بيخوض تاني قصة حب ليه في عالمه الخارجي ...
اوبااااااا ... ، دا فيه حاجة غريبة بتحصل ....... ، ايه في ايه .........، فدوى .......، مالها .......، مممممم ، .......اخلص عشان الوقت هيخلص ، فدوى مبتحبنيش 😢😢😭 ، و بكل تعجبات الدنيا وقتها بيسأل نفسه ، يعني ايه فدوى متحبنيش ، ازاي وانا بحبها الحب ده كله ، .... ، في الوقت ده بيصطدم الولد بمفهوم الحب من طرف واحد ، بيعيش التجربة دي كاملة ، بكل مرارتها ، و بيستمر في عزابه ، و رغم كل الضغوط بينجح و يعيش و ياكل السوسيس اللي بيحبه بس بياكله لوحده وهو قلبه بيتعصر على حبه لفدوى ، و هي مش حاسه بيه ...
لحد ما يشاء القدر و عمو بابا فدوى يتصاحب على عمو بابا نوران و ياخد فدوى و أمها و يسافروا السعودية للعمل ،، يلا في داهيه 😁، و هنا بيكتسب الولد خبرة "اهون عليكي تهوني عليا" . و بيستمر الولد في مراحل حياته لحاااااد إعدادي و ثانوي ، هنا بيحس الولد انه كبر و بقا راجل ، مع شوية تغيرات فسيولوجية ، بتفكره شويا بألم فراق تاني حب داخلي بعد مرحلة التكوين ، و سرعان ما بيفوق على حقيقة انه في ثانوي و بقاله سنين مفطون 🎊.. و يكمل مسيرته في العطاء بلا مقابل او حدود ، و بيقابل الحب الكبير ، الاول و الأخير ، بيقابل "ماي" ..
اختيار الولد ده لماي بيكون ناتج عن تجربة المرادي ، تجربة وجدانية و قصص حب فشلة ، و يضاف اليها ، خروجه و صياعته مع الواد المخلص اللي في الفصل ، كان بيخرج مع "احمد حامد عبد الحليم" الشهير بأحمد عبحليم، دا ولد من سكان آخر ديسك في الفصل و كان مخلص بقا ، لدرجة انه كان ممكن يتهور في خروجة و يعمل حاجات صعب تخيلها ، كان ممكن يوصل بيه الحال و يشرب سجارة 🤫🤐،. كانوا أصدقاء وفيين لبعض ، و كانوا بيداروا على بعض مع المدرسين و مع الأهل كمان ، كان الولد يبقا صايع في الشارع في خروجة من ورا باباه عشان يدخل فيلم تايتانك في حفلة ٩ الصبح لانه مش عارف يدخلها باليل عشان الإقبال ، في الوقت اللي باباه فاهم انه عند صاحبه احمد عبحليم ، لدرجة ان بابا الولد لما يتصل على تليفون البيت يسال على الولد يرد احمد عبحليم بكل ثقة دا نايم في اوضتي يا عمو شويا من تعب المذاكرة ... و هنا بيكتسب الولد مفهوم (الصاحب ليه عند صاحبه تلت حاجات .. كيكة .. و تفعيصة .. و شهادة زور)
اوبااااااااا .... ، نرجع لماي ، قصة حبه المختلفة ، اللي ليها أساس و قواعد من الخبرة الرومانسية من تجاربه السابقة و الدنياوية من صياعته مع احمد عبحليم ، فيختار ماي المحجبة ، المتدينة ، الخلوقة ، الهادية ، الهايلة ، ........ و التوأم 🤔🙄 . غريب امرك ، و ايه يعني توأم ، لا معلش فيها كتير ، فيها ان العين عليها حارث ، و ماي عليها حارث سخييييييييييف ، حارث بيعد على ماي خطواتها و النتيجة انه مش مدي فرصة للحب ده انه يخرج للنور ، يفضل الولد يحاول لحد ما اليأس يتملك قلبه فيتهور ، يتهور و يقرر انه يصارح ماي بحبه ، و بيعمل كدة فعلاً و في وجود الحارث السخيف في موقف درامي مبهج بينتهي بانهيار الحب ده و ينتهي التواصل ، بس الحب لِسَّه في قلبه و قلبها ، ايوه محدش قال للتاني بسبب المرحلة و المذاكرة و الامتحانات و الحارث ، بس كانوا الاتنين متاكدين من حب كل واحد للتاني و خدوا قرار انهم يحتفظوا بالحب ده سراً في قلوبهم أملاً بان الزمن يجمع بينهم مرة تانية في ظروف أفضل (تكون الحارث اختفت) 🤪.
اوباااااااا ..... ، بسبب الحب المكنون ده بيفصل الولد يدور على ماي فكل البنات اللي بيقابلها لحد ما بيقابل بنت شكلها شبه ماي ، و ياخد قرار انه يتجوزها فوراً عشان متضعش منه زي ما ماي ضاعت منه ، بس للاسف كانت راكبة مترو ماشي عكس اتجاه المترو اللي هو راكبه ، و كانت هي دي اللحظة الأولي اول ما شافها ، يتعصر قلبه عاشر و هم بيفترقوا مع تحرك كل قطار في اتجاه 😁😁😁...
تعدي سنين و سنين و يقرب تخرجه من كليته وعينه كلها امل في بكرة و بيدور في وشوش الناس على نوران و فدوى و ماي و غيرهم لحد مايجيب الحب اللي من الاخر ، حب الشألابازات ، يدخل يا عيني في قصة حب مستهلكة ، القصة الشهيرة اللي بتحصل لكل واحد فينا ، القصة اللي بتنتهي بصدمة بتغير حياته و نظرته و فهمه لأمور كتير في حياته ، القصة اللي بتخليه ناقم على كل لحظة حب عاشها من اول تكوينه و لحد الوقت ده ، و بتخليه يشيل قلبه من بين ضلوعه و يحطه على الرف و يواجه نفسه و مصيره المحتوم ، و عشان الحياه تستمر ، هو عارف انه لازم يرتبط ، المرادي بيختار ، بيختار بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، بيختار واحدة فيها برائة نوران ، و شقاوة فدوى ، و اخلاق ماي ، مع انها تكون حمولة و مسئولة (و دي نتيجة اخر تجربة) ،
اوباااااااااا ..... ، لحظة ده كأنه بيطبق كل تجاربه مع بعض المرادي ، بيضرب نوران و فدوى و ماي و الأخيرة في الخلاط ، و يطلع شوب الفخفخينا المحترم ، و يقرر انه اول ما يلاقي الفخفخينا دي عند فرغلي بتاع العصير ، هيجيبها من غير تردد ، و قد كان ، و يلاقي شوب الفخفخينا ، جوهرة و هو مش دريان ، جوهرة عمره مكان هيشوفها الا اذا جرب اللي فات ده كله ، و يلاقي معاها نفسه ، حقيقته و نجاحه و فلاحه ، و بيلاقي معاها حياته ..
وتكون النتيجة انه بيسأل نفسه ، هو فين الحب اللي فات و الزكريات 🤔🖕، و بيعرف ان كل اللي فات ده مكانش حقيقي بس كان لازم يحصل ، باختصار دي كلها مراحل نضوج ، و بلوغ القلب للارتقاء ، و ليكون قلب عاقل و له عقل فعلاً ، القلب العاقل اللي اختار الحب الاول الحقيقي في حياته ...
بيقولوا الحب قبل الجواز اقوى ,و ناس تانية تقولك لا الحب بعد الجواز اقوى ,انا اقولك بئا الحكاية ,الحكاية فى واحدة تشوفها ترتحلها و تدوب فيها ,تلاقى مشاعرها فى كل مكان فى حياتك ,توحشك حتى و هى أودامك ,تحب فى جمالها و كلامها و تفاصيلها و دلادلها ,تشوفها عروسة جديدة جميلة فى كل يوم ,ترتاح معاها و جنبها و تدوب فى بعدها ,تلاقى منها الحنان و الامان و المودة اللى بتلاقيها مرة واحدة بس فى عمرك ,.....ماهو أصل الحب بيجي كدا , .....من غير معاد
خلص الكلام و ابتدت الحياة ...
الاحاسيس خلق
الأحاسيس خَلْق
السعادة في اللحظة الفارقة
في حياة كل إنسان لحظات خاصة ، خاصة لانها لحظات فارقة و مؤثرة جداً ، في الأغلب بتكون اللحظات دي مرتبطة بقرارات مصيرية في الحياة او حتى انها تتعدّى الحياة .
في اللحظات دي بالتحديد بيحدُث شىء ما ، موقف معين ، زي أغنية بتسمعها صدفة ، او اسم كتاب عينك تقع عليه وانت بتشتري الجورنال ، رقم اتوبيس رحلات معدي أمامك ، و غيره ... ، الحاجة اللي بتحصل دي بتكون إشارة ، إشارة بتنور لصاحبها عشان يلتفت ليها ، و و فعلاً تقوم الإشارة بوظيفتها ، و هى انها بتحدد لك الطريق .
الإشارة دي ممكن تكون صعبة ، صعبة لدرجة التعقيد ، زي انها تكون تجربة كاملة بنتائجها ، تجربة قاسية و مؤلمة ، و شدة النوع ده من الإشارات بيكون سببه ان الانسان محتاج حاجة قوية تهزه من داخله للفت نظرة للشيء ده، الشيء اللي هو غير مقتنع بيه ، لدرجة انه من الممكن ان هذا الشيء يكون ضد شخصيته في الأساس ، فا الهزة القوية بتكون مطلوبة في وقتها لتثني صاحبها عن مبدأ بات قديماً ، يحاول الانسان وقتها المقاومة ظناً منه انه صاحب قرار ، حتى يرى الانسان شيء من الحقيقة ، وقتها تكون الإشارة لصاحبها ، او يصبح هو لها ، فتنور له طريق آخر مختلف عن شخصيته فا تجبره ان يختار طرق مختلف تماماً عن العادي و الطبيعي في اخياراته ، عشان كدة لازم الإشارة في الحالة دي تكون بالقوة الكافية عشان تلفت نظر صاحبها ، و تكون واضحة زي الشمس .
أوقات تانية الإشارة دي بتبقى بسيطة جداً و مش محتاجة اي مجهود عشان تتشاف ، بيبقى النوع ده سهل لانه بيتفق مع شخصية صاحبها ، فا بتكون من السهولة بانه بيشوفها و هو بيشرب فنجان قهوته في الڤرندة الصبح مثلاً ، بتبقي بردو واضحة زي الشمس .
إن جاز تسمية تلك الإشارات ، فيمكن ان نعطي لها اسم إشارات الحياة ، و إن جاز وصفها ممكن توصف بقوتها و وضوحها اللي زي الشمس ،
رغم وضوح تلك الإشارات وضوح الشمس ، لكنها على جانب آخر بتكون إشارات خاصة ، خاصة جداً ، خاصة بصاحبها ، مش باينة لحد تاني غير صاحبها ، هو بس اللي بيشوفها زي الشمس و دا مش بإرادته . في الوقت نفسه بيكون باقي الخلق لا شيفنها و لا حَسِّين بيها اصلاً ، بالتالي ممكن نستنتج اسمين لإشارات الحياةدي ، ممكن تبقى إشارات الشمس ، او إشارات خاصة ؟!!! .
وظيفة الإشارات دي زي ما قولنا انها بتنور لصاحبها طريق في حياته ، لكن قطعاً الانسان صاحب الإشارة ما بيكونش شايف نهاية الطريق ده ، بالتالي بيتولد داخله احاسيس مضمونها القلق ، و احساس التَوَجُس و اللقلق ده بيتفق عليه كل اصحاب الإشارات ، اللي منهم إشاراتهم مختلفة تماماً عنهم او عشان أكون اوضح ،بتكون عكس شخصيتهم ، او اللي متفقة مع شخصيتهم . و الخوف ده بيتوجد بحكم ان نهاية الطريق غيب ، و الغيب ده من اسرار ربنا .
الشيء العجيب ان الانسان رغم جهله بنهاية الطريق بيمشي فيه بدون اختيار ، او بيجبر على الاختيار ، لان الوظيفة اللي بتقوم بيها الإشارات دي اكبر و اشمل من انها بتنور طريقها فقط ، لا دي كمان بتْضَلِم باقي الطرق ، و مش هبالغ لو قولت ان في لحظة الإشارة ، الحياة كلها بِتْضَلِم ، و طريقها بس هو اللي بيكون منور ، فا بيكون واضح زي الشمس .
بس الحقيقة ان اللي بيُجْبِر الانسان على الدخول في الطريق ده مش النور فقط ، في احساس قوي بيتولد جوا الانسان لحظة الظلام و النور دي متزامن مع تواجد احساس القلق و التَوَجس ، لكن الإحساس اللي بيتولد جواه و بنفس التزامن ده بيكون اقوي بكتير ، و بيكون الدافع الحقيقي لدخول الانسان في الطريق ده ، الدافع الحقيقي و الوحيد ، الاحساس ده يبقى احساس الأمل .
الأمل هو الإحساس الوحيد الكافي لتحديد قرار اي انسان في الدخول في شيء غير معلوم بالنسباله ، حتى لو كان غيب و هو متأكد انه مش هيعرف و لا هيكون له تصور لنهاية الطريق ده الا في اخره ، و الحقيقة ان الأمل بيكون قوي جداً بس مش من تلقاء نفسه ، الأمل بيستمد قوته دي من احساس تاني خالص ، من احساس السعادة .
ان امعن الانسان التدقيق في كل أمور حياته و حلل دوافعها ، هيلاقي كل حاجة عملها او تصرف عمله او قرار اخده في حياته كان بدافع الأمل في إيجاد السعادة ، الانسان مهما كانت حدود شخصيته و صفاتها الي احيانا بتكون متناقضة ، مفيش اي حاجة بيعمل لاجلها إلا و كانت بدافع السعادة ، حتى لو يبان ليك ان العمل ده فيه نبل او كرم او تضحية ، موقف النبل و الكرم و التضحية اللي انت شايفهم دول في الأساس سبب حدوثهم هو ان صاحب الموقف بيسعد بنتائج الخير ده ، نتائج زي حب الناس و السيرة الشخصية الطيبة و السمعة الجيدة و ثقة الناس و أحياناً الشهرة ، كل دي حاجات بتجلب للإنسان احساس السعادة .
و دي إرادة ربنا في خلقه ...
عشان كدة ربنا يخلق الجنة كجزاء لعمل غير مُكَافيء لها تماماً ، مش بس كدة ، بإمعان العقل تجد ان الله هو من خلق إحساس السعادة بداخلنا ، ايه ده لحظة ، خلق و احساس ، ايوه خلق احساس ، تقدر تقولي احساس النجاح ده عبارة عن ايه ، او احساس الحب ، او فقد الحبيب ، و فقد الأم ، كلها احساس مختلفة ، طب تقدر تعمل انت الاحاسيس دي ، يعني تكون زعلان فا تلغي الزعل و تعمل الفرح فا تفرح ، قطعاً لا ، كل دي إثباتات ان الإحساس و الشعور هو مخلوق من خلق الله .
فاحساس الأمل قطعاً مشمول في الكلام ده ، ربنا اللي خلقه و خلَّاه أقوى دافع للإنسان في حياته ، يُوَجِهُه و مش فقط توجيه، لا ابالغ إن قلت يَفْرِض عليه الدخول في اختيارا الطرق المُضَاءة بالأمل في رحلة حياته بحثاً عن السعادة ، السعادة اللي بتعطي قيمة روحية للحي و بعد الحياة ....
السعادة في اللحظة الفارقة
في حياة كل إنسان لحظات خاصة ، خاصة لانها لحظات فارقة و مؤثرة جداً ، في الأغلب بتكون اللحظات دي مرتبطة بقرارات مصيرية في الحياة او حتى انها تتعدّى الحياة .
في اللحظات دي بالتحديد بيحدُث شىء ما ، موقف معين ، زي أغنية بتسمعها صدفة ، او اسم كتاب عينك تقع عليه وانت بتشتري الجورنال ، رقم اتوبيس رحلات معدي أمامك ، و غيره ... ، الحاجة اللي بتحصل دي بتكون إشارة ، إشارة بتنور لصاحبها عشان يلتفت ليها ، و و فعلاً تقوم الإشارة بوظيفتها ، و هى انها بتحدد لك الطريق .
الإشارة دي ممكن تكون صعبة ، صعبة لدرجة التعقيد ، زي انها تكون تجربة كاملة بنتائجها ، تجربة قاسية و مؤلمة ، و شدة النوع ده من الإشارات بيكون سببه ان الانسان محتاج حاجة قوية تهزه من داخله للفت نظرة للشيء ده، الشيء اللي هو غير مقتنع بيه ، لدرجة انه من الممكن ان هذا الشيء يكون ضد شخصيته في الأساس ، فا الهزة القوية بتكون مطلوبة في وقتها لتثني صاحبها عن مبدأ بات قديماً ، يحاول الانسان وقتها المقاومة ظناً منه انه صاحب قرار ، حتى يرى الانسان شيء من الحقيقة ، وقتها تكون الإشارة لصاحبها ، او يصبح هو لها ، فتنور له طريق آخر مختلف عن شخصيته فا تجبره ان يختار طرق مختلف تماماً عن العادي و الطبيعي في اخياراته ، عشان كدة لازم الإشارة في الحالة دي تكون بالقوة الكافية عشان تلفت نظر صاحبها ، و تكون واضحة زي الشمس .
أوقات تانية الإشارة دي بتبقى بسيطة جداً و مش محتاجة اي مجهود عشان تتشاف ، بيبقى النوع ده سهل لانه بيتفق مع شخصية صاحبها ، فا بتكون من السهولة بانه بيشوفها و هو بيشرب فنجان قهوته في الڤرندة الصبح مثلاً ، بتبقي بردو واضحة زي الشمس .
إن جاز تسمية تلك الإشارات ، فيمكن ان نعطي لها اسم إشارات الحياة ، و إن جاز وصفها ممكن توصف بقوتها و وضوحها اللي زي الشمس ،
رغم وضوح تلك الإشارات وضوح الشمس ، لكنها على جانب آخر بتكون إشارات خاصة ، خاصة جداً ، خاصة بصاحبها ، مش باينة لحد تاني غير صاحبها ، هو بس اللي بيشوفها زي الشمس و دا مش بإرادته . في الوقت نفسه بيكون باقي الخلق لا شيفنها و لا حَسِّين بيها اصلاً ، بالتالي ممكن نستنتج اسمين لإشارات الحياةدي ، ممكن تبقى إشارات الشمس ، او إشارات خاصة ؟!!! .
وظيفة الإشارات دي زي ما قولنا انها بتنور لصاحبها طريق في حياته ، لكن قطعاً الانسان صاحب الإشارة ما بيكونش شايف نهاية الطريق ده ، بالتالي بيتولد داخله احاسيس مضمونها القلق ، و احساس التَوَجُس و اللقلق ده بيتفق عليه كل اصحاب الإشارات ، اللي منهم إشاراتهم مختلفة تماماً عنهم او عشان أكون اوضح ،بتكون عكس شخصيتهم ، او اللي متفقة مع شخصيتهم . و الخوف ده بيتوجد بحكم ان نهاية الطريق غيب ، و الغيب ده من اسرار ربنا .
الشيء العجيب ان الانسان رغم جهله بنهاية الطريق بيمشي فيه بدون اختيار ، او بيجبر على الاختيار ، لان الوظيفة اللي بتقوم بيها الإشارات دي اكبر و اشمل من انها بتنور طريقها فقط ، لا دي كمان بتْضَلِم باقي الطرق ، و مش هبالغ لو قولت ان في لحظة الإشارة ، الحياة كلها بِتْضَلِم ، و طريقها بس هو اللي بيكون منور ، فا بيكون واضح زي الشمس .
بس الحقيقة ان اللي بيُجْبِر الانسان على الدخول في الطريق ده مش النور فقط ، في احساس قوي بيتولد جوا الانسان لحظة الظلام و النور دي متزامن مع تواجد احساس القلق و التَوَجس ، لكن الإحساس اللي بيتولد جواه و بنفس التزامن ده بيكون اقوي بكتير ، و بيكون الدافع الحقيقي لدخول الانسان في الطريق ده ، الدافع الحقيقي و الوحيد ، الاحساس ده يبقى احساس الأمل .
الأمل هو الإحساس الوحيد الكافي لتحديد قرار اي انسان في الدخول في شيء غير معلوم بالنسباله ، حتى لو كان غيب و هو متأكد انه مش هيعرف و لا هيكون له تصور لنهاية الطريق ده الا في اخره ، و الحقيقة ان الأمل بيكون قوي جداً بس مش من تلقاء نفسه ، الأمل بيستمد قوته دي من احساس تاني خالص ، من احساس السعادة .
ان امعن الانسان التدقيق في كل أمور حياته و حلل دوافعها ، هيلاقي كل حاجة عملها او تصرف عمله او قرار اخده في حياته كان بدافع الأمل في إيجاد السعادة ، الانسان مهما كانت حدود شخصيته و صفاتها الي احيانا بتكون متناقضة ، مفيش اي حاجة بيعمل لاجلها إلا و كانت بدافع السعادة ، حتى لو يبان ليك ان العمل ده فيه نبل او كرم او تضحية ، موقف النبل و الكرم و التضحية اللي انت شايفهم دول في الأساس سبب حدوثهم هو ان صاحب الموقف بيسعد بنتائج الخير ده ، نتائج زي حب الناس و السيرة الشخصية الطيبة و السمعة الجيدة و ثقة الناس و أحياناً الشهرة ، كل دي حاجات بتجلب للإنسان احساس السعادة .
و دي إرادة ربنا في خلقه ...
عشان كدة ربنا يخلق الجنة كجزاء لعمل غير مُكَافيء لها تماماً ، مش بس كدة ، بإمعان العقل تجد ان الله هو من خلق إحساس السعادة بداخلنا ، ايه ده لحظة ، خلق و احساس ، ايوه خلق احساس ، تقدر تقولي احساس النجاح ده عبارة عن ايه ، او احساس الحب ، او فقد الحبيب ، و فقد الأم ، كلها احساس مختلفة ، طب تقدر تعمل انت الاحاسيس دي ، يعني تكون زعلان فا تلغي الزعل و تعمل الفرح فا تفرح ، قطعاً لا ، كل دي إثباتات ان الإحساس و الشعور هو مخلوق من خلق الله .
فاحساس الأمل قطعاً مشمول في الكلام ده ، ربنا اللي خلقه و خلَّاه أقوى دافع للإنسان في حياته ، يُوَجِهُه و مش فقط توجيه، لا ابالغ إن قلت يَفْرِض عليه الدخول في اختيارا الطرق المُضَاءة بالأمل في رحلة حياته بحثاً عن السعادة ، السعادة اللي بتعطي قيمة روحية للحي و بعد الحياة ....
الحياة حلم
الحياة حلم
سعات الانسان بيكون فيه فحياته حلم ، هو حاسه و بيتمناه و مؤمن بيه جداً ، لما الحلم ده بيبدأ بدري في سنين العمر ، بيدور الانسان على حلمه في كل حاجة بيتعامل معاها ، لدرجة انه بيتوه شويا عن حلمه ده ، لانه في الأغلب بيدور في المكان الغلط ، او عموما بيدور في الوقت الغلط ، و لان حلمه اللي هو تاه عنه ده قوي فا مابينساهوش ، بيرجع يفوق لنفسه و يدور تاني .
لحد العمر ماينقله لمرحلة متتابعة ، بيحصل استقلال شخصية جزئي و يبقا الانسان صاحب قرار شويا ، وقتها آفاق بحثه بتوسع ، فا بتلقائية القطط بيقرر يبذل مجهود اكبر بحماس و قوة ، بيتعب طبعاً من التجارب اللي بيخوضها بتكون الاولى من نوعها بالنسبة لِسِنُّه الصغير نسبياً ، لكن شغف حب المعرفة بيحمسه فا بينسى تعبه و بيكمل ، زي القطط بالظبط .
و لما العمر بيجري بيه اكتر ، و تجاربه و معرفته بتُثقِل خبرته ، وقتها الانسان بيحس انه الاقدر على إيجاد حلمه ، بيحس بثقة اكبر في قراراته ، بس للاسف بتكون ثقة ملهاش أساس حقيقي ، لانه لحد مش كبير ، بيكون في حاجات في الدنيا اللي هو عايش فيها برا نطاق معرفته ، بالتالي هو ميعرفهاش و لا يعرف يقيس عليها ، عشان هو لِسَّه ما نضجش النضج الحقيقي .
في نهاية المرحلة دي غالباً بيحصل للإنسان صاحب التجارب دي كلها اللي في نظرة بتكون كافيه ، بتحصله صدمة عنيفة ، بتكون الاولى و مفترض تكون بردو الأخيرة ، بسببها الانسان بيشعر بألم بالغ الشدة بدورة بيعطي للإنسان خبرة جديدة واحدة بس ، بس المرادي الخبرة ليها شكل جديد ، نقدر نقول انها خبرة مُطْلَقَة ، هي خبرة الألم البلغ الشدة ، اللي عانى بسببه الانسان معاناة شديدة جداً بتخليه يوصل لاسم يقدر الانسان يطلقه على الخبرة دي ، ... الحذر ... ، الحذر من اي شيء ، و كل شيء قياسي يقدر الانسان انه مش بس يتوقع ، لا دا كمان بيحس بوجود أياً من أنواع الألم و هو بيدور على حلمه في الأشياء و الحالات اللي حوليه ، كمان أحياناً بيقدر يشعر بحجم الألم قبل ما يتورط فيه طبعاً بالقياس على خبرة الحذر المُكْتَسّبة حديثاً .
فا بيكون نتيجة للحذر ده انه بتدرب على الانتفاء ، الانتفاء في كل شيء ، ابسط الأشياء و أهمها ، أسهلها و أصعبها ، أءمنها و اخطرها ، ببساطة الانسان بينقي ما بين الدخول الحذر او المراقبة عن كثب لكن عن بعد في نفس الوقت ، او الاجتناب من البداية و هو لِسَّه بيحلل التجربة و بيكون ليه فيها رأي مُتَأثِر بمفهوم الانتفاء كخبرة مكتسبة..
المرحلة دي من الخبرة بتكون لها ايجابيات غير معهودة للإنسان صاحب التجربة ، بيحس فيها انه خلاص ، بقا عنده جيش قوي و مدرب يقدر يردع اي خطر من اي نوع ممكن يهدد كيانه بسلاحه الفتاك و الغير قابل للهزيمة الا وهو الانتقاء .
لكن للاسف بتكون ليها سلبية واحده ، و ليه للاسف ، للاسف لانها سلبية واحدة صحيح و لكنها سلبية قاتلة ، قاتلة لشعور شغف المعرفة اللي كان بيتمتع بيه قبل اكتساب خبرة النتقاء ، بسببها خبرة الانسان يتقف ، بتهنج ، مبتزيدش ولا بتتحرك ، و بسبب تطور العالم من حواليه بتصبح خبرته المطلقة دي الا وهي خبرة الانتقاء ، بتصبح في موقف لا تحسد عليه الحقيقة ، لانها بتتطور بس للأقل ، بتتحرك بس لورا ، بتقل في أهميتها شمولها ، مبقيتش خبرة مُطْلَقَة زي زمان ، هي لِسَّه عندها القدرة على ردع الأخطار صحيح ، ولكن مصدر قوتها اللي باين من اسمها ، الانتقاء ، ان الأنتقاء اصبح بدل مكان الانسان بينقي بخبرته ، دلوقتي بينقي بخوف ، الخوف من ضعف الخبرة دي ، لان الدنيا حواليها بتطور وهى لا .
بالمناسبة ده بيكون تفسير لمفهوم صراع الأجيال اللي بيواجهنا او بنواجهه على حسب احنا مكان مين في المواجهة ، مكان الشاب صاحب شغف المعرفة ، ولا مكان البالغ صاحب خبرة الانتقاء ، و في مثال كلنا عيشناه في بيوتنا في الحالة اللي بين الابن المراهق و الأب الحكيم ..
توقف تطور الخبرة ده بسبب الانتقاء ده سلبي زي ما قولنا ، فا الانتقاء كَقُوة مستمدة من الخبرة اللي بتضعف ، الانتقاء ده بيضعف هو كمان ، تقدر تقول بيتراجع ، بيتسخط و سنه بيصغر و بيرجع لورا . هنا بتبدأ مرحلة جديدة في عمر الانسان ، مرحلة الانهيار .
في المرحلة دي بحصل تطور لخبرة الانسان بس بالعكس ، فا ببساطة الانتقاء بيتطور بالعكس فيصبح حذر ، و الحذر بيصغر و يصبح شغف للمعرفة و شغف المعرفة بيتسخط و يصبح تسرع و بيأدي لألم نفسي بسبب ذهاب الحكمة اللي كان الانسان بيتمتع بيها في يوم من الأيام ، فا بيتحول الانسان وقتها الى مُسِنْ بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، و اكتشاف الانسان لنفسة انه بقا مُسِنْ ده بيكون مُفَاجِيء الحقيقة ، و المُفاجئة بتاخد شكل الصدمة ، لكن المرادي بدل ما الصدمة دي تدي الانسان خبرة الحزر ، بيحصل ان الصدمة بترجعه الانسان لمراحل التطور الاولى من عمره ، مراحل البحث و التواهان ، بس التوهان المرادي بيكون مُتَعَمَّد ، متعمد لانه بيكون نتيجة لحالة من الا موبالاه بتصيب الانسان المُسِن ، عشان يهرب من الواقع اللي بيكون مؤلم ليه في كثير من جوانبه ، و الهروب بيبقى في التواهان اثناء البحث عن الزمن الأصيل على حد تعبير الانسان المُسن ، الزمن اللي كان كله ضوابط و له قواعد ثابتة بحكم الأصول اللي كان الانسان عارفها في وقتها ....
في ظل الفلسفة و التعقيدات السهلة دي ، بيكون في نور واحد بس هو الدافع الوحيد و المُلهِم الحقيقي للعقل و القلب المُتَحَكِّمِين في الانسان و أدائه في كل مراحل عمره ، و هو ده النور اللي بيضيء لنا طريق الحياه و بيكون الوازع الحقيقي و الملهم الاوحد في حياة كل إنسان فينا ، هو الحلم ..
الحلم اللي بيتولد معانا ، و بيفضل جوانا في عقولنا و قلوبنا ، بيتنفس زينا و يتغذا زينا و بيتعلم و بيتخرج و يمكن ياخد شكل من أشكال النجاح في عمل او رياضة او حتي في زواج و بيت ، لاكنه بيفضل جوانا و هو ده بس اللي بيساعدنا على الحياة ، في الوقت اللي كل حاجة حوالينا بتكسر فينا و بتحبطنا عشان نكتأب و نعيش ميتين او ننتحر ..
الحلم ده اذا تم اكتشافه في اي مرحلة من مراحل العمر ، لازم تجري عليه ، و تمسكه بإيدك و سنانك ، مهما كانت الضغوط او الإغراءات ، لانك اذا بعدت عنه و انت فاهم انه بُعْد بصفة وقتية ، و انك هترجعله تاني وقت ما تحب ، تبقى غلطان ، لان حلمك ده حته منك ، بيحصلها تطورات بنفس كيفية تطورات حياتك ، و ممكن لما ترجعله تلاقيه اتبدل و بقا حلم حد تاني مش حلمك انت ،
ساعتها هتعرف المعنى الحقيقي الدنياوي للخسارة ، لما تكبر و تكون مُسِنْ و متلاقيش الحاجة الوحيدة اللي بتساعدك على انك تتنفس ..
عشان كده ، الحلم ده لازم تفهم انه حلمك انت و بس ، حلمك اللي لازم كل خطتك و أفعالك تكون بتأكد انك عمرك ما هتتنازل عنه مهما حصل ، خلاص الاستسلام للظروف و المواقف خسرك قبل كدة كتير ، خد موقف من كل الظروف مهما كانت ، اعمل المستحيل و انت واثق ان مهما كانت ضغوط الحياة و ظروفها ، مش هتخسرك حلمك تاني ، انت مش هتقبل انك تموت مخنوق ، و حلم عمرك بعيد عنك ...
سعات الانسان بيكون فيه فحياته حلم ، هو حاسه و بيتمناه و مؤمن بيه جداً ، لما الحلم ده بيبدأ بدري في سنين العمر ، بيدور الانسان على حلمه في كل حاجة بيتعامل معاها ، لدرجة انه بيتوه شويا عن حلمه ده ، لانه في الأغلب بيدور في المكان الغلط ، او عموما بيدور في الوقت الغلط ، و لان حلمه اللي هو تاه عنه ده قوي فا مابينساهوش ، بيرجع يفوق لنفسه و يدور تاني .
لحد العمر ماينقله لمرحلة متتابعة ، بيحصل استقلال شخصية جزئي و يبقا الانسان صاحب قرار شويا ، وقتها آفاق بحثه بتوسع ، فا بتلقائية القطط بيقرر يبذل مجهود اكبر بحماس و قوة ، بيتعب طبعاً من التجارب اللي بيخوضها بتكون الاولى من نوعها بالنسبة لِسِنُّه الصغير نسبياً ، لكن شغف حب المعرفة بيحمسه فا بينسى تعبه و بيكمل ، زي القطط بالظبط .
و لما العمر بيجري بيه اكتر ، و تجاربه و معرفته بتُثقِل خبرته ، وقتها الانسان بيحس انه الاقدر على إيجاد حلمه ، بيحس بثقة اكبر في قراراته ، بس للاسف بتكون ثقة ملهاش أساس حقيقي ، لانه لحد مش كبير ، بيكون في حاجات في الدنيا اللي هو عايش فيها برا نطاق معرفته ، بالتالي هو ميعرفهاش و لا يعرف يقيس عليها ، عشان هو لِسَّه ما نضجش النضج الحقيقي .
في نهاية المرحلة دي غالباً بيحصل للإنسان صاحب التجارب دي كلها اللي في نظرة بتكون كافيه ، بتحصله صدمة عنيفة ، بتكون الاولى و مفترض تكون بردو الأخيرة ، بسببها الانسان بيشعر بألم بالغ الشدة بدورة بيعطي للإنسان خبرة جديدة واحدة بس ، بس المرادي الخبرة ليها شكل جديد ، نقدر نقول انها خبرة مُطْلَقَة ، هي خبرة الألم البلغ الشدة ، اللي عانى بسببه الانسان معاناة شديدة جداً بتخليه يوصل لاسم يقدر الانسان يطلقه على الخبرة دي ، ... الحذر ... ، الحذر من اي شيء ، و كل شيء قياسي يقدر الانسان انه مش بس يتوقع ، لا دا كمان بيحس بوجود أياً من أنواع الألم و هو بيدور على حلمه في الأشياء و الحالات اللي حوليه ، كمان أحياناً بيقدر يشعر بحجم الألم قبل ما يتورط فيه طبعاً بالقياس على خبرة الحذر المُكْتَسّبة حديثاً .
فا بيكون نتيجة للحذر ده انه بتدرب على الانتفاء ، الانتفاء في كل شيء ، ابسط الأشياء و أهمها ، أسهلها و أصعبها ، أءمنها و اخطرها ، ببساطة الانسان بينقي ما بين الدخول الحذر او المراقبة عن كثب لكن عن بعد في نفس الوقت ، او الاجتناب من البداية و هو لِسَّه بيحلل التجربة و بيكون ليه فيها رأي مُتَأثِر بمفهوم الانتفاء كخبرة مكتسبة..
المرحلة دي من الخبرة بتكون لها ايجابيات غير معهودة للإنسان صاحب التجربة ، بيحس فيها انه خلاص ، بقا عنده جيش قوي و مدرب يقدر يردع اي خطر من اي نوع ممكن يهدد كيانه بسلاحه الفتاك و الغير قابل للهزيمة الا وهو الانتقاء .
لكن للاسف بتكون ليها سلبية واحده ، و ليه للاسف ، للاسف لانها سلبية واحدة صحيح و لكنها سلبية قاتلة ، قاتلة لشعور شغف المعرفة اللي كان بيتمتع بيه قبل اكتساب خبرة النتقاء ، بسببها خبرة الانسان يتقف ، بتهنج ، مبتزيدش ولا بتتحرك ، و بسبب تطور العالم من حواليه بتصبح خبرته المطلقة دي الا وهي خبرة الانتقاء ، بتصبح في موقف لا تحسد عليه الحقيقة ، لانها بتتطور بس للأقل ، بتتحرك بس لورا ، بتقل في أهميتها شمولها ، مبقيتش خبرة مُطْلَقَة زي زمان ، هي لِسَّه عندها القدرة على ردع الأخطار صحيح ، ولكن مصدر قوتها اللي باين من اسمها ، الانتقاء ، ان الأنتقاء اصبح بدل مكان الانسان بينقي بخبرته ، دلوقتي بينقي بخوف ، الخوف من ضعف الخبرة دي ، لان الدنيا حواليها بتطور وهى لا .
بالمناسبة ده بيكون تفسير لمفهوم صراع الأجيال اللي بيواجهنا او بنواجهه على حسب احنا مكان مين في المواجهة ، مكان الشاب صاحب شغف المعرفة ، ولا مكان البالغ صاحب خبرة الانتقاء ، و في مثال كلنا عيشناه في بيوتنا في الحالة اللي بين الابن المراهق و الأب الحكيم ..
توقف تطور الخبرة ده بسبب الانتقاء ده سلبي زي ما قولنا ، فا الانتقاء كَقُوة مستمدة من الخبرة اللي بتضعف ، الانتقاء ده بيضعف هو كمان ، تقدر تقول بيتراجع ، بيتسخط و سنه بيصغر و بيرجع لورا . هنا بتبدأ مرحلة جديدة في عمر الانسان ، مرحلة الانهيار .
في المرحلة دي بحصل تطور لخبرة الانسان بس بالعكس ، فا ببساطة الانتقاء بيتطور بالعكس فيصبح حذر ، و الحذر بيصغر و يصبح شغف للمعرفة و شغف المعرفة بيتسخط و يصبح تسرع و بيأدي لألم نفسي بسبب ذهاب الحكمة اللي كان الانسان بيتمتع بيها في يوم من الأيام ، فا بيتحول الانسان وقتها الى مُسِنْ بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، و اكتشاف الانسان لنفسة انه بقا مُسِنْ ده بيكون مُفَاجِيء الحقيقة ، و المُفاجئة بتاخد شكل الصدمة ، لكن المرادي بدل ما الصدمة دي تدي الانسان خبرة الحزر ، بيحصل ان الصدمة بترجعه الانسان لمراحل التطور الاولى من عمره ، مراحل البحث و التواهان ، بس التوهان المرادي بيكون مُتَعَمَّد ، متعمد لانه بيكون نتيجة لحالة من الا موبالاه بتصيب الانسان المُسِن ، عشان يهرب من الواقع اللي بيكون مؤلم ليه في كثير من جوانبه ، و الهروب بيبقى في التواهان اثناء البحث عن الزمن الأصيل على حد تعبير الانسان المُسن ، الزمن اللي كان كله ضوابط و له قواعد ثابتة بحكم الأصول اللي كان الانسان عارفها في وقتها ....
في ظل الفلسفة و التعقيدات السهلة دي ، بيكون في نور واحد بس هو الدافع الوحيد و المُلهِم الحقيقي للعقل و القلب المُتَحَكِّمِين في الانسان و أدائه في كل مراحل عمره ، و هو ده النور اللي بيضيء لنا طريق الحياه و بيكون الوازع الحقيقي و الملهم الاوحد في حياة كل إنسان فينا ، هو الحلم ..
الحلم اللي بيتولد معانا ، و بيفضل جوانا في عقولنا و قلوبنا ، بيتنفس زينا و يتغذا زينا و بيتعلم و بيتخرج و يمكن ياخد شكل من أشكال النجاح في عمل او رياضة او حتي في زواج و بيت ، لاكنه بيفضل جوانا و هو ده بس اللي بيساعدنا على الحياة ، في الوقت اللي كل حاجة حوالينا بتكسر فينا و بتحبطنا عشان نكتأب و نعيش ميتين او ننتحر ..
الحلم ده اذا تم اكتشافه في اي مرحلة من مراحل العمر ، لازم تجري عليه ، و تمسكه بإيدك و سنانك ، مهما كانت الضغوط او الإغراءات ، لانك اذا بعدت عنه و انت فاهم انه بُعْد بصفة وقتية ، و انك هترجعله تاني وقت ما تحب ، تبقى غلطان ، لان حلمك ده حته منك ، بيحصلها تطورات بنفس كيفية تطورات حياتك ، و ممكن لما ترجعله تلاقيه اتبدل و بقا حلم حد تاني مش حلمك انت ،
ساعتها هتعرف المعنى الحقيقي الدنياوي للخسارة ، لما تكبر و تكون مُسِنْ و متلاقيش الحاجة الوحيدة اللي بتساعدك على انك تتنفس ..
عشان كده ، الحلم ده لازم تفهم انه حلمك انت و بس ، حلمك اللي لازم كل خطتك و أفعالك تكون بتأكد انك عمرك ما هتتنازل عنه مهما حصل ، خلاص الاستسلام للظروف و المواقف خسرك قبل كدة كتير ، خد موقف من كل الظروف مهما كانت ، اعمل المستحيل و انت واثق ان مهما كانت ضغوط الحياة و ظروفها ، مش هتخسرك حلمك تاني ، انت مش هتقبل انك تموت مخنوق ، و حلم عمرك بعيد عنك ...
Subscribe to:
Posts (Atom)