Thursday, August 8, 2019

الاحاسيس خلق

الأحاسيس خَلْق

السعادة في اللحظة الفارقة

في حياة كل إنسان لحظات خاصة  ، خاصة لانها لحظات فارقة و مؤثرة جداً ، في الأغلب بتكون  اللحظات دي مرتبطة بقرارات مصيرية في الحياة او حتى انها تتعدّى الحياة .

في اللحظات دي بالتحديد بيحدُث شىء ما ، موقف معين ، زي أغنية بتسمعها صدفة ، او اسم كتاب عينك تقع  عليه وانت بتشتري الجورنال ، رقم اتوبيس رحلات معدي أمامك ، و غيره  ... ، الحاجة اللي بتحصل دي بتكون إشارة ، إشارة بتنور لصاحبها عشان يلتفت ليها ، و و فعلاً تقوم الإشارة بوظيفتها ، و هى انها بتحدد لك الطريق .

الإشارة دي ممكن تكون صعبة ، صعبة لدرجة التعقيد ، زي انها تكون تجربة كاملة بنتائجها ، تجربة قاسية و مؤلمة ، و شدة النوع ده من الإشارات بيكون سببه ان الانسان محتاج حاجة قوية تهزه من داخله للفت نظرة للشيء ده، الشيء اللي هو غير مقتنع بيه ، لدرجة انه من الممكن ان هذا الشيء يكون ضد شخصيته في الأساس  ، فا الهزة القوية بتكون مطلوبة في وقتها لتثني صاحبها عن مبدأ بات قديماً ، يحاول الانسان وقتها المقاومة ظناً منه انه صاحب قرار ، حتى يرى الانسان شيء من الحقيقة ، وقتها تكون الإشارة لصاحبها ، او يصبح هو لها ، فتنور له طريق آخر مختلف عن شخصيته فا تجبره ان يختار طرق مختلف تماماً عن العادي و الطبيعي في اخياراته ، عشان كدة لازم الإشارة في الحالة دي تكون بالقوة الكافية عشان تلفت نظر صاحبها ، و تكون واضحة زي الشمس .

أوقات تانية الإشارة دي بتبقى بسيطة جداً و مش محتاجة اي مجهود عشان تتشاف ، بيبقى النوع ده سهل لانه بيتفق مع شخصية صاحبها ، فا بتكون من السهولة بانه بيشوفها و هو بيشرب فنجان قهوته في الڤرندة الصبح مثلاً ، بتبقي بردو واضحة زي الشمس .

 إن جاز تسمية تلك الإشارات ، فيمكن ان نعطي لها اسم إشارات الحياة ، و إن جاز وصفها ممكن توصف بقوتها و وضوحها اللي زي الشمس ،

رغم وضوح تلك الإشارات وضوح الشمس ، لكنها على جانب آخر بتكون إشارات خاصة ، خاصة جداً ، خاصة بصاحبها ، مش باينة لحد تاني غير صاحبها ، هو بس اللي بيشوفها زي الشمس و دا مش بإرادته . في الوقت نفسه بيكون  باقي الخلق لا شيفنها و لا حَسِّين بيها اصلاً ، بالتالي ممكن نستنتج اسمين  لإشارات الحياةدي ، ممكن تبقى إشارات الشمس ، او إشارات خاصة ؟!!! .

وظيفة الإشارات دي زي ما قولنا انها بتنور لصاحبها طريق في حياته ، لكن قطعاً الانسان صاحب الإشارة ما بيكونش شايف نهاية الطريق ده ، بالتالي بيتولد داخله احاسيس مضمونها القلق ،  و احساس التَوَجُس و اللقلق ده بيتفق عليه كل اصحاب الإشارات ، اللي منهم إشاراتهم مختلفة تماماً عنهم او عشان أكون اوضح ،بتكون عكس شخصيتهم ، او اللي متفقة مع شخصيتهم . و الخوف ده بيتوجد بحكم ان نهاية الطريق غيب ، و الغيب ده من اسرار ربنا .

الشيء العجيب ان الانسان رغم جهله بنهاية الطريق بيمشي فيه بدون اختيار ، او بيجبر على الاختيار ، لان الوظيفة اللي بتقوم بيها الإشارات دي اكبر و اشمل من انها بتنور طريقها فقط ، لا دي كمان بتْضَلِم باقي الطرق ، و مش هبالغ لو قولت ان في لحظة الإشارة ، الحياة كلها بِتْضَلِم ، و طريقها بس هو اللي بيكون منور ، فا بيكون واضح  زي الشمس .

بس الحقيقة ان اللي بيُجْبِر الانسان على الدخول في الطريق ده مش النور فقط ، في احساس قوي بيتولد جوا الانسان لحظة الظلام و النور دي  متزامن مع تواجد احساس القلق و التَوَجس ، لكن الإحساس اللي بيتولد جواه و بنفس التزامن ده بيكون اقوي بكتير ، و بيكون الدافع الحقيقي لدخول الانسان في الطريق ده ، الدافع الحقيقي و الوحيد  ، الاحساس ده يبقى  احساس الأمل .

الأمل هو الإحساس الوحيد الكافي لتحديد قرار اي انسان في الدخول في شيء غير معلوم بالنسباله ، حتى لو كان غيب و هو متأكد انه مش هيعرف و لا هيكون له تصور لنهاية الطريق ده الا في اخره ، و الحقيقة ان الأمل بيكون قوي جداً بس مش من تلقاء نفسه ، الأمل بيستمد قوته دي من احساس تاني خالص ، من احساس السعادة .

ان امعن الانسان التدقيق في كل أمور حياته و حلل دوافعها ، هيلاقي كل حاجة عملها او تصرف عمله او قرار اخده في حياته كان بدافع الأمل في إيجاد السعادة ، الانسان مهما كانت حدود شخصيته و صفاتها الي احيانا بتكون متناقضة ، مفيش اي حاجة بيعمل لاجلها إلا و كانت بدافع السعادة ، حتى لو يبان ليك ان العمل ده فيه نبل او كرم او تضحية ، موقف النبل و الكرم و التضحية اللي انت شايفهم دول في الأساس سبب حدوثهم هو ان صاحب الموقف بيسعد بنتائج الخير ده ، نتائج زي حب الناس و السيرة الشخصية الطيبة و السمعة الجيدة و ثقة الناس و أحياناً الشهرة ، كل دي حاجات بتجلب للإنسان احساس السعادة .

و دي إرادة ربنا في خلقه ...

 عشان كدة ربنا يخلق الجنة كجزاء لعمل غير مُكَافيء لها تماماً ، مش بس كدة ، بإمعان العقل تجد ان الله هو من خلق إحساس السعادة بداخلنا ، ايه ده لحظة ، خلق و احساس ، ايوه خلق احساس ، تقدر تقولي احساس النجاح ده عبارة عن ايه ، او احساس الحب ، او  فقد الحبيب ، و فقد الأم ، كلها احساس مختلفة ، طب تقدر تعمل انت الاحاسيس دي ، يعني تكون زعلان فا تلغي الزعل و تعمل الفرح فا تفرح ، قطعاً لا ، كل دي إثباتات ان الإحساس و الشعور هو مخلوق من خلق الله .

 فاحساس الأمل  قطعاً مشمول في الكلام ده ، ربنا اللي خلقه و خلَّاه أقوى دافع للإنسان في حياته ،  يُوَجِهُه و مش فقط توجيه،  لا ابالغ إن قلت يَفْرِض عليه الدخول في اختيارا الطرق المُضَاءة بالأمل في رحلة حياته بحثاً عن السعادة ، السعادة اللي بتعطي قيمة روحية للحي و بعد الحياة ....

No comments:

Post a Comment