Thursday, August 8, 2019

ضد الطبيعة... الفصل الثاني.... السيدة زوجة

ضد الطبيعة

                 الفصل الثاني

السيدة زوجة

دكتور ياقوت واقف في غرفة عمرو في المستشفى ، عمرو حس بوجود ياقوت فصحي و اول ما فتح عنيه مَثِّل كأنه كان نايم .

- عمرو : ياقوت ..

- ياقوت قام من على الكرسي ، كان باين انه مش عاوز يفتح كلام في حالة عمرو دلوقتي و قال : عمرو متتعبيش نفسك انا كنت ماشي ..

- عمرو فهم بسرعة ان ياقوت عاوز يهرب : أستنى يا ياقوت انا عايزك ، انا مش نايم ، انا ما بنمش يا ياقوت و انت عارف .. قولي الاول اخبار زمايلي ايه و المطار .. طمني ..

- ياقوت : اتطمن كلهم بخير ، و المطار بخير ..

- عمرو : حجم الخساير ؟! ..

- ياقوت بعلامات الأسى : ١٣ ميج ، و في ٣ طيارين ..

- عمرو بيسأل و كله خوف على كل زمايلة : مين ؟! ..

- ياقوت : مينا تاوادروس ، و حسين امين و عاطف السادات .. انا مش عاوزك تفكر غير في نفسك يا عمرو دلوقتي ..

- عمرو : انا مالى منا بخير اهه ، ازاي مسألش على زمايلي .. جسامينهم سليمة ؟! ..

- ياقوت : ايوه الحمد لله و صلينا عليهم النهاردة الصبح ..

- عمرو : حد وصل من عندي ؟ ..

- ياقوت : سمر و عم مالك و عم حمدي هنا برا ، و قبل ما تسأل .. هم عرفوا حالتك بالتفصيل و كلهم بيتمنوا سلامتك بس ..

- عمرو : سمر يا ياقوت هتتظلم معايا ، مقدرش اجني عليها و على حياتها ..

- ياقوت : عمرو انت مش ملاحظ انك ضحيت عشانها و عشان بلدك ، ولا انت مش عارف اد ايه هي بتحبك .. بلاش كلام خايب ..

- عمرو : انا هقدر أطير تاني ؟؟ ..
-
- ياقوت : اللواء عسكر جايلك النهردة هيطمنك على النقطة دي بنفسه .

في اللحظة دي خبطتين على باب الغرفة ويدخل اللواء عسكر معاه التمريض و دكتور محيي ، دكتور محيي مناسب اللواء عسكر في بنته و هو اللي متابع حالة عمرو بنفسه ..

ياقوت بيقوم يقف انتباه و عمرو بيحاول يقوم من على السرير في داخلة اللواء عسكر

- اللواء عسكر بسؤال فيه خفة و تشجيع : ارتاح يا ياقوت احنا مش في المطار ، .. مبروك عليك رجوع سينا يا عمرو ، اللي زييك هم اللي رجعوها و معاها كرامتنا اودام الدنيا كلها .. محيي طمني ، انت هتخرج بكرة ، يلا شد حيلك مراتك مستنياك ..

- عمرو بحماس : تمام سيادتك يا فاندم ، علم و ينفذ .. و عين عمرو تدمع و معاها اللواء عسكر يحضن عمرو ..

- اللواء عسكر : انا سوِّتلك إصابة حرب .. و طلب نقلك للطيران المدني اتمضي في الوزارة و معاه تذكية الفرق احمد إسماعيل بنفسه .. مكانك مستنيك يا بطل ..

و يخرج عمرو من محنته و جوازه من سمر يتم و يعيشوا مع بعض بكل حب .. و في يوم سمر طلبت من عمرو انها تشتغل عشان تشغل وقتها بحكم انها أوقات كتيرة بتبقى لوحدها و خاصةً ان عمرو بيسافر رحلات كتير و كلها طويلة و كان اكفاء طيار في مصر للطيران و ساهم في تطويرها كتير .. دا طبعاً كان متوقع بسبب خبرته في الطيران الحربي ..

و في اخر رحلة ليه قبل ما يمسك منصب وكيل وزارة الطيران المدني ، كان السبب في انقاظ رحلة ٣٤٦ مصر للطيران من فرانكفورت ، حصل عطل في المحركين بالتوالي و حسن تصرفه بتفريغ الكيروسين و نزوله بالطيارة شراعي في المياه عند جزيرة مالطا ، مع در الفعل القياسي من القوات البحرية ، طقم الطيارة و الركاب كلهم نزلوا سلام، و مصر للطياران فرغت محتويات الصندوقين الأسود ، قاضة الشركة المصنعة اير باس و اخدت تعويض و طيارة جديدة من أحدث طياراتهم ..

كان الفضل في الواقعة حسن تصرف عمرو ، بعدها على طول اخد وكيل وزارة و استقر في مصر ..

مع استقرار عمرو في البيت اكثر كان سهل عليه يحس بسمر و بعزابها بسبب احتياجها انها تكون ام ، و طلبت من عمرو انهم يتبنوا طفل ، عمرو رفض و قال ممكن نكفل طفل أفضل من التبني ، و سمر فرحة و كفلوا طفل ولد يتيم الأب ، و امه كانت عايشة ، كان الولد بيروح من مدرسته على سمر في البيت ، و كانت بتأكله و تزاكرله و تهتم بيه زي ابنها بالظبط ، خاصةً انه في ٣ ابتدائي ، فا مكانش صعب عليها انها تذاكرها و مكانش في كسوف منه لصغر سنه كمان ، كانوا عمرو و سمر بيهتموا بالولد و كأنه ابنهم ، بيسدوا كل الالتزامات اللي في حياة الولد المادية و المعنوية ، و ام الولد كانت فرحانة جداً بحياة ابنها ، لحد ما اتجوزت و طلبت ابنها ويرجعلها و يستقر معاها في بيتها بعد جوازها .

طبعاً عمرو كا رجل متفهم ان الولد كان وجوده مؤقت بس سمر نسية نفسها و حبت الولد من قلبها كأنه ابنها فعلاً ، لدرجة انها تجاوزت و طلبة من ام الولد انها تسيبهولها ، و طبعاً ام الولد رفضت ، ... عمرو حاول يمتص حالة سمر و يساعدها عشان تعدي حزنها لكن في لحظة تسليم الولد لأمه ، سمر حست انها محتاجة لطفل بقوة ، حتى لو على حساب حبها و حياتها مع عمرو ..

كان يوم تسليم الولد لأمه صعب جداً على سمر ، تقريباً كانت منهارة و كانت نظرات اللوم في عنيها لعمرو مستمرة ، كانت محمله خطأ الجواز و حرمانها من احساس الأمومة لعمرو ، و وصلت انها واجهته بكلام جارح انتهى بانها اخدت قرار بالانفصال عن عمرو .

عمرو كان مزهول بس كان متوقع اليوم ده ، سمرو سابت البيت و سابت عمرو وحيد ، كان عمرو بيلوم نفسه اكتر من لومها ليه ، لكن انفصالهم مطولش ، ٣ ايام بالظبط ، و سمر رجعت البيت و اترمت في حضن عمرو و قالتله انها مقدرتش على كسرة قلبه و قلبها .. و اخدت قرار بالاستمرار مع عمرو و تنازلت عن امومتها في سبيل حبها لعمرو اللي كان أقوى من احساس احتاجها للأمومة ..

فضل عمرو و سمر مع بعض لحاد ما كبروا و عجزوا و لحاد ما عمرو توفاه الله و بعده سمر في نفس الشهر و اتدفنوا في نفس المكان تبقاً لوصيتهم هما الاتنين ...

       شكراً ... الى اللقاء في الحالة القادمة

No comments:

Post a Comment