Thursday, August 8, 2019

القرار ... الفصل الأول .... أطفال زي الغنم

القرار ..... ممم ايه ده!

                             الفصل الاول
            أطفال زي الغنم "قصدي زي القمر"

في أوقات بتكون فيها الحياة غريبة على صاحبها ، في الأوقات دي بيلاقي الإنسان نفسه اودام معضلة ، و بيبقى لازم ياخد فيها قرار عشان تنجلي ، في مرة نصح أب إبنه و قاله ، لما مشكلة تقابلك و متعرفش تتعامل معاها اوعى تتهز ، لازم تاخد قرار يوقفها فوراً حتى لو كان غلط ، و حتى كمان كنت عارف انه غلط من اساسه  و مفيش قدامك غيره ، الإنسان ممكن يضطر يختار بين أمرين فيهم ضرر هيقع على حد يعرفه او على نفسه ، بس بيختار أخفهم ضرر .

و دا قطعاً من صفات الرجولة ، اللي بتتفسر لقوة شخصية و ثبات انفعالي و مراعاة الأصول و حاجات تانية كتير ، حاجات كلها مكتسبة من بيئة التربية و التعليم اللي نشأ فيها هذا الرجل .

انا مش حسن فهد ، و دي مش قصة حياتي ........ 😁

الأب و الأم هما اكتر شخصين هيحبوك يا حسن ، دي كانت الجملة الاعتراضية الشهيرة اللي كنت بسمعها لما اختلف مع بابا في اي اختيار هو مش عاوزه لانه مش مناسب ليا ، و بعدها تظهر الانانية و الفاشية و الدكتاتورية الانطوائية (و الإمبريالية و التوسعية .... التوسعية من التوسع و الإمبريالية من الأمبرة) 🤪

طب يا عم الحج مش يمكن اخياراتك لزمن حضرتك و جايز يكون الزمن اتغير ، دا بيكون الرد اللي جوا حسن بس مش عارف يعبر عنه ... ياااه دا حسن ده عنده معضلة لازملها قرار ... تعالوا ندرس شويه حياة و ظروف حسن .

حسن اتولدفي بيت فيه الراجل راجل ، (جملة اعتراضية / هو فيه راجل مش راجل) ، ما علينا ، كبر حسن و بقا في حضانة ، كانت حياته كلها تلقين ، و دا طبيعي في السن ده ، لاكنه مكانش بيحصله اى أضافه تفيده فعلاً بعد كل يوم بيعدي عليه ، لان حسن مكانش بيفهم التلقين ، لان أسلوب التلقين كان بطريقة واحدة و ثابته مبتتغيرش ، كانت بالطريقة اللي مكانش بيفهمها حسن ، فكانت الفايدة الحقيقية اللي بيستفاد بيها كل يوم انه كان بياكل كويس و بينموا بصحة سليمة ...

ممم .... ايه ده! . على طول لما تفكر في طريقة نشأة حسن و هو طفل في الحضانة اشبه بطريقة تربية الأغنام ، معلش التشبيه قاسي ، لاكنه بالقياس تشبيه سليم ، صاحب الغنم بوجه الغنم كل يوم لاماكن الاكل و الشرب ، يعني بيوجهها لمصلحتها ، و النتيجة اليومية ان الغنم بتآكل كويس و بتسمن و تنموا ، إنما تاني يوم و بعد اليوم رقم الف الغنم مش هيعرفوا مكان الاكل و الشرب فين ، لازم صاحبهم يوجههم .

التوجيه لحسن في سن الحضانة كان بطريقة الكلام ، و لما يغلط حسن يتكرر الكلام ، مرة و اتنين و الف ، الأب و الأم في الوقت ده بيتعبوا اوي مع حسن ، و ساعات بيشتكوا ، لدرجة في مرة الأب قابل شيخ جليل في الشارع و كان معاه حسن ، وقف الأب بإجلال للشيخ و سأله مباشر كدة (اودام حسن) "انا يا شيخنا ابني محسود ، اعمل ايه" ، حسن ساعتها كان متاثر جداً ، للدرجه دي ابوه شايفه في مشكلة ، طب انا اعمل ايه ، انا مش عارف ايه المشكلة عشان اقدر اساعد بابا ، المهم شكوة الآباء بتكون لهم إثبات و دليل على انهم بيعملوا اللي عليهم و مش مقصرين ، مع انهم مش راضيين عن النتايج ، لكنهم و بعد ما اتوجد عندهم الدليل على برائتهم بانهم بيتعبوا ، بيغمضوا عنيهم عشان يناموا مرتاحين ، كانهم بالظبط بيدوروا على مبرر اخلاقي لفشلهم و هم مش مدركين ده ..

حسن في الوقت ده كان زي ورقة بيضا فاضية ، اللي هيتكتب فيها هو اللي هيبان فيها ، فإذا كانت الكتابة بقلم جاف و بايظ ، الكتابة هتطلع معرجة و مقطعة و محدش هيعرف يقراها ، إنما الكتابة اذا كانت كلها ألوان و فيها فن و تفكير مبدع ، الكل هيقراها بكل وضوح ، 

ده بالظبط اللي كان لازم يحصل مع حسن ، طريقك التلقين بالكلام دي زي القلم الجاف البايظ، كانت الطريقة الأسهل (او اللي تبان اسهل) اللي الأب و الأم يعرفوها ، محدش منهم اخد باله ان حسن مبيتطورش ، ثابت في مكانه ، فكان لازم يفكروا في طرق تانية ، يشغلوا دماغهم و يخططوا و يبدعوا ، في مثلاً طريقك القدوة ، في طريقك السهوكة،  طريقة الهزار و الضحك ، المهم اي طريقة يفهمها حسن ...

و كانت النتيجة الظاهرة و الغير مهمة ان حسن كان سليم ، إنما النتيجة المخفية المخيفة كان تاثير الواقع ده كله داخل صدر و قلب حسن و اللي هتنعكس على شخصيته ، هي ان حسن يكون مهزوز و معندوش ثقة في نفسه ، هيثق في نفسه ازاي و هو على طول داخل صندوق الآباء عملوهوله ، صندوق احساسه بانه على طول غلطان و تاعب اهله معاه و يا عيني محسود ، فا بيبدأ حسن اكتساب اخطر صفة ممكن اي حد يتخيلها ، الخوف ، الخوف هو أساس كل المشاكل و المصائب اللي بتحصل لاي شاب نتيجة تربيته في سن الحضانة زي حسن كدة .

كل اللي فات من عمر حسن و لحد دلوقتي كان هو فيها مش صاحب اي قرار ، و كانت كل القرارات في ايدين الآباء ، فا بالتالي اي خطاء او نتيجة غير مرضية في الفترة دي من زمن ، المسئول الاول و الأخير هم الآباء ...

                    الى اللقاء في الفصل الثاني

No comments:

Post a Comment