القرار ..... ممم ايه ده!
الفصل الاول
أطفال زي الغنم "قصدي زي القمر"
في أوقات بتكون فيها الحياة غريبة على صاحبها ، في الأوقات دي بيلاقي الإنسان نفسه اودام معضلة ، و بيبقى لازم ياخد فيها قرار عشان تنجلي ، في مرة نصح أب إبنه و قاله ، لما مشكلة تقابلك و متعرفش تتعامل معاها اوعى تتهز ، لازم تاخد قرار يوقفها فوراً حتى لو كان غلط ، و حتى كمان كنت عارف انه غلط من اساسه و مفيش قدامك غيره ، الإنسان ممكن يضطر يختار بين أمرين فيهم ضرر هيقع على حد يعرفه او على نفسه ، بس بيختار أخفهم ضرر .
و دا قطعاً من صفات الرجولة ، اللي بتتفسر لقوة شخصية و ثبات انفعالي و مراعاة الأصول و حاجات تانية كتير ، حاجات كلها مكتسبة من بيئة التربية و التعليم اللي نشأ فيها هذا الرجل .
انا مش حسن فهد ، و دي مش قصة حياتي ........ 😁
الأب و الأم هما اكتر شخصين هيحبوك يا حسن ، دي كانت الجملة الاعتراضية الشهيرة اللي كنت بسمعها لما اختلف مع بابا في اي اختيار هو مش عاوزه لانه مش مناسب ليا ، و بعدها تظهر الانانية و الفاشية و الدكتاتورية الانطوائية (و الإمبريالية و التوسعية .... التوسعية من التوسع و الإمبريالية من الأمبرة) 🤪
طب يا عم الحج مش يمكن اخياراتك لزمن حضرتك و جايز يكون الزمن اتغير ، دا بيكون الرد اللي جوا حسن بس مش عارف يعبر عنه ... ياااه دا حسن ده عنده معضلة لازملها قرار ... تعالوا ندرس شويه حياة و ظروف حسن .
حسن اتولدفي بيت فيه الراجل راجل ، (جملة اعتراضية / هو فيه راجل مش راجل) ، ما علينا ، كبر حسن و بقا في حضانة ، كانت حياته كلها تلقين ، و دا طبيعي في السن ده ، لاكنه مكانش بيحصله اى أضافه تفيده فعلاً بعد كل يوم بيعدي عليه ، لان حسن مكانش بيفهم التلقين ، لان أسلوب التلقين كان بطريقة واحدة و ثابته مبتتغيرش ، كانت بالطريقة اللي مكانش بيفهمها حسن ، فكانت الفايدة الحقيقية اللي بيستفاد بيها كل يوم انه كان بياكل كويس و بينموا بصحة سليمة ...
ممم .... ايه ده! . على طول لما تفكر في طريقة نشأة حسن و هو طفل في الحضانة اشبه بطريقة تربية الأغنام ، معلش التشبيه قاسي ، لاكنه بالقياس تشبيه سليم ، صاحب الغنم بوجه الغنم كل يوم لاماكن الاكل و الشرب ، يعني بيوجهها لمصلحتها ، و النتيجة اليومية ان الغنم بتآكل كويس و بتسمن و تنموا ، إنما تاني يوم و بعد اليوم رقم الف الغنم مش هيعرفوا مكان الاكل و الشرب فين ، لازم صاحبهم يوجههم .
التوجيه لحسن في سن الحضانة كان بطريقة الكلام ، و لما يغلط حسن يتكرر الكلام ، مرة و اتنين و الف ، الأب و الأم في الوقت ده بيتعبوا اوي مع حسن ، و ساعات بيشتكوا ، لدرجة في مرة الأب قابل شيخ جليل في الشارع و كان معاه حسن ، وقف الأب بإجلال للشيخ و سأله مباشر كدة (اودام حسن) "انا يا شيخنا ابني محسود ، اعمل ايه" ، حسن ساعتها كان متاثر جداً ، للدرجه دي ابوه شايفه في مشكلة ، طب انا اعمل ايه ، انا مش عارف ايه المشكلة عشان اقدر اساعد بابا ، المهم شكوة الآباء بتكون لهم إثبات و دليل على انهم بيعملوا اللي عليهم و مش مقصرين ، مع انهم مش راضيين عن النتايج ، لكنهم و بعد ما اتوجد عندهم الدليل على برائتهم بانهم بيتعبوا ، بيغمضوا عنيهم عشان يناموا مرتاحين ، كانهم بالظبط بيدوروا على مبرر اخلاقي لفشلهم و هم مش مدركين ده ..
حسن في الوقت ده كان زي ورقة بيضا فاضية ، اللي هيتكتب فيها هو اللي هيبان فيها ، فإذا كانت الكتابة بقلم جاف و بايظ ، الكتابة هتطلع معرجة و مقطعة و محدش هيعرف يقراها ، إنما الكتابة اذا كانت كلها ألوان و فيها فن و تفكير مبدع ، الكل هيقراها بكل وضوح ،
ده بالظبط اللي كان لازم يحصل مع حسن ، طريقك التلقين بالكلام دي زي القلم الجاف البايظ، كانت الطريقة الأسهل (او اللي تبان اسهل) اللي الأب و الأم يعرفوها ، محدش منهم اخد باله ان حسن مبيتطورش ، ثابت في مكانه ، فكان لازم يفكروا في طرق تانية ، يشغلوا دماغهم و يخططوا و يبدعوا ، في مثلاً طريقك القدوة ، في طريقك السهوكة، طريقة الهزار و الضحك ، المهم اي طريقة يفهمها حسن ...
و كانت النتيجة الظاهرة و الغير مهمة ان حسن كان سليم ، إنما النتيجة المخفية المخيفة كان تاثير الواقع ده كله داخل صدر و قلب حسن و اللي هتنعكس على شخصيته ، هي ان حسن يكون مهزوز و معندوش ثقة في نفسه ، هيثق في نفسه ازاي و هو على طول داخل صندوق الآباء عملوهوله ، صندوق احساسه بانه على طول غلطان و تاعب اهله معاه و يا عيني محسود ، فا بيبدأ حسن اكتساب اخطر صفة ممكن اي حد يتخيلها ، الخوف ، الخوف هو أساس كل المشاكل و المصائب اللي بتحصل لاي شاب نتيجة تربيته في سن الحضانة زي حسن كدة .
كل اللي فات من عمر حسن و لحد دلوقتي كان هو فيها مش صاحب اي قرار ، و كانت كل القرارات في ايدين الآباء ، فا بالتالي اي خطاء او نتيجة غير مرضية في الفترة دي من زمن ، المسئول الاول و الأخير هم الآباء ...
الى اللقاء في الفصل الثاني
No comments:
Post a Comment