Thursday, October 17, 2019

..... أحياء عند ربهم 💜

..... أحياء عند ربهم 💜



يستيقظ صباحا ليجد نفسة في مكان عمله ، دائما ما ينسى أنه حي و له نفس و عائلة تنتظره في كل مساء حتى أصبحت الدموع هي من تأتي و لا يأتي ،



يخرج من مكتبه صباحا و كان قد ذاق النوم لساعتين منذ ٧٥ ساعة عمل متواصل ، ينظر بعينه فيجد كل من في معسكر العمليات الخاصة لقوات الامن بالقاهرة كخلية نحل، فكل رجل مشغول بمهامه و دوره الذي يجده مهما في الخطة ، ولا أحد يكاد يراه في ظل انشغال البعض ، فيحرك قدماه و لا يكاد يشعر بهما ، حتى يجد نفسه على باب المنزل و يطرق الباب بلا مجيب ، فيفتح الباب ليجد زوجته في صالة الاستقبال و دموعها لم تجف منذ ليلة أمس ، دموع الانتظار ، الانتظار الطويل الذي لن ينتهي ، فهو يعلم إنه لن يعود ، و إذا بولدة يخرج من غرفته مرتديا ملابس المدرسة وليقول لأمه قد اتى أتوبيس المدرسة ، فسادعه يذهب حتى نذهب سويا اليوم للمدرسة ، فهذا اليوم لن يتكرر في حياتي ، أبي معانا اليوم يا أمي ، و ساعود بعد اليوم الدراسي مباشرة ، يالها من كلمات ساحرة ، و لم يلتفت إليه ولده كمان كان حال الام ، من الواضح أن بقلوبهم ألم لغيابه الذي دام حتى غاب وجوده عنهم ، و اكتملة تفاصيل الحياة بدونه ، فقد اكتملة حياته بدونهم أيضا ، و بقية روحه في المكان اللذي افناها فيه ، في معسكر العمليات الخاصة ، أدرك الرجل نسيانه المتعمد لكي يشعر بما لم يشعر في حياته ، فاصبح الان يحب حالة إنه ذاهب إلى البيت ليرى زوجته و ولده الوحيد ، و لكن بطبيعة الحال كان متأخرا ، لم يعد كما كان من قبل ، فهو يراهم و هم لا يروه ، يسمعهم و يشعر بانينهم لفراقه و هم لا يشعرون بوجودة لإنه غير موجود ، غريب أمر تلك الروح الحية ، فهي حية عند ربها يرزقها..



فيذهب الولد و أمه للمدرسة و قد تغير إسمها ليكون على إسم والده الشهيد احمد عز الدين الوحش ، قائد قوات العمليات الخاصة بقوات الأمن ، الذي نال الشهادة في يناير٢٠١٩.

No comments:

Post a Comment